للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش ومآثرها ومثالبها، وكان الناس يأخذون ذلك عنه بمسجد المدينة"، فهو من شيوخ العلم الذين نصبوا أنفسهم لتعليم الأنساب والمآثر والمثالب. قيل: "كان في قريش أربعة يتحاكم الناس إليهم في المنافرات: عقيل، ومخرمة، وحويطب، وأبو جهم. وكان عقيل يعد المساوي، فمن كانت مساويه أكثر يقر صاحبه عليه، ومن كانت محاسنه أكثر يقره على صاحبه"١، ونظرًا لتكلمه مع الناس وتحدثه عن مساويهم فقد عودي وحمق٢.

وقد صار مسجد الرسول في المدينة موضع دراسة للمسلمين، فقد رأينا "حسان بن ثابت"، هو ينشد الشعر فيه، وهذا "عقيل" يعلم الناس الأنساب فيه، وهناك غيرهما من كان يعلم الناس في هذا المسجد.

وممن عرف واشتهر بعلم النسب، وأخذ النسب عن الجاهليين، دغفل السدوسي من بني شيبان، وعميرة أبو ضمضم، وابن لسان الحمرة من بني تيم اللات، وزيد بن الكيس النمري، والنخار بن أوس القضاعي، وصعصعة بن صوحان، وعبد الله بن عبد الحجر بن عبد المدان، وعبيد بن شريه وغيرهم٣.

وذكر عن "دغفل بن حنظلة" النسّابة السدوسي الشيباني، أنه كان عالمًا بالعربية والأنساب والنجوم، وقد اغتلبه النسب. وقد أعجب به "معاوية" لما سأله أمورًا كثيرة في هذه العلوم٤. ولا بد وأن يكون قد أخذ علمه ممن أدرك الجاهلية من رجال، وممن عاصر الرسول. وذكر أنه و"زيد بن الكيس" النمري، كانا ممن أثارا أحاديث عاد وجرهم، ولذلك قال فيهما الشاعر:

أحاديث عن أبناء عادٍ وجرهم ... يثورها العضان زيد ودغفل٥

وروي أن معاوية "قال لدغفل بن حنظلة النسّابة. بمَ ضبطت ما أرى؟


١ الإصابة "٢/ ٤٨٧"، "رقم ٥٦٣٠".
٢ البيان والتبيين "٢/ ٣٢٤"، نكث الهميان "٢٠٠".
٣ الإصابة "١/ ٤٦٤"، "رقم ٢٣٩٩"، البيان والتبيين "١/ ١١٨"، بلوغ الأرب "٣/ ١٩٦"، التمدن الإسلامي "٣/ ٤٠ وما بعدها"، الفهرست "١٣٧ وما بعدها"، البيان والتبيين "١/ ٣٢٢ وما بعدها".
٤ الإصابة "١/ ٤٦٤"، "رقم ٢٣٩٩"، الاستيعاب "١/ ٤٦٧".
٥ العسكري، جمهرة "٢/ ١١٣"، "رقم ١٣٥٨"، الميداني "٢/ ٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>