للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أساطير الفرس ولغتهم، ولا تستبعد مع ذلك عنه مزاولة الطب، لأن المثقفين في ذلك الوقت، كانوا يعالجون ويدرسون مختلف العلوم والمعرفة.

وأما ابن أبي رمثة التميمي، فكان طبيبًا على عهد الرسول مُزاولًا لأعمال اليد وصناعة الجراح١. ولم يذكروا عنه شيئًا غير هذا المذكور. وذك من الأطباء طبيب يقال له: ابن حديم، من تيم الرباب. قيل: إنه حاز على شهرة واسعة بين الجاهليين، وأنه ذكر في شعر لأوس بن حجر، هو:

فهل لكم فيها إليّ فإنني ... طبيب بما أعيا النطاسي حِذيما٢

وزعم أنه كان أطب العرب، وأنه كان أطب من الحارث بن كلدة، حتى ضرب بطبّه المثل، فقيل: أطب من حذيم. وذكر أنه كان بارعًا في الكي، فقيل: أطب في الكي من ابن حذيم٣. وقيل: هو أنه كان من "تيم الرباب" وكان متطببًا عالمًا، وهو أقدم من الحارث بن كلدة. وقد جعله بعضهم "ابن حذام" "ابن حمام" الشاعر المذكور في شعر "امرئ القيس"، وهو خطأ ورد من باب التصحيف٤.

ويظهر من كتب الحديث والأخبار والتراجم، أن هناك نفرًا آخرين مارسوا التطبيب في أيام النبي. فقد أشير إلى نفر من قبيلة أنمار، زاولوا الطب في أيام الرسول٥. وذكر أن النبي بعث إلى أُبي بن كعب طبيبًا، فقطع له عرقًا، وكواه عليه٦.

وأشير إلى اسم طبيب آخر، عرف بـ"ضماد بن ثعلبة الأزدي"، ذكر أنه كان يداوي، وأنه جاء إلى رسول الله٧. وأنه كان صديقًا للنبي في الجاهلية،


١ عيون الأطباء لابن أبي أصيبعة "١/ ١١٦"، ابن جلجل "ص٥٧"، ابن صاعد "ص٤٧"، ابن القفطي "٤٣٦"، تهذيب التهذيب "١٢/ ٩٧"، مسند ابن حنبل "٤/ ١٦٣"، اللسان "٦/ ٢٣٢".
٢ تاج العروس "٨/ ٣٣٨"، "حذم".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٣٣٧".
٤ الخزانة "٢/ ٢٣٢"، "بولاق".
٥ ابن جلجل "ص٥٤".
٦ ابن جلجل "ص٥٨"، زاد المعاد "٣/ ٨٤".
٧ نهاية الأرب "١٨/ ٧ وما بعدها"، "١٧/ ٣٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>