للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون بالبادية يتعالجون به ويشربونه. ويظهر أنه من حجر يقول له "النهاء"، وهو حجر أبيض أرخى من الرخام، يكون بالبادية، ويجاء به من البحر.

وضرب من الخرز١.

و"العقار" و"العقاقير" الأدوية. وقيل: ما يتداوى به من النبات أو أصولها والشجر٢. و"العُقار" في الآرامية ما يتداوى به من النبات، أي: دواء٣.

وطب مثل هذا، لا يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية في معالجة الأمراض الصعبة العسيرة، وفي حالات مرضية مهمة جدًّا في نظر بعض الناس، ولا سيما مشايخ القبائل، كالعقم وتقوية الشهوة الجنسية، ولهذا كانوا يلجأون إلى أطباء الحضر.

وقد أدرك الرهبان والمبشرون أثر هذه الحالات المرضية، ولا سيما الأمراض النفسية منها في نفوس أولئك الرؤساء، وجلهم ممن درس الطب وقرأ الكتب المؤلفة فيه ومارسه عمليًّا، فذهبوا بأنفسهم إلى القبائل للتبشير، وعالجوا الرؤساء معالجة نفسانية في الغالب، وأثروا فيهم، ونجحوا في مثل هذه الحالات في كسب عطفهم عليهم وتأييدهم لهم، وفي الدخول في جوارهم، للقيام بالتبشير. ونجد في النتف الباقية عن حياة المبشرين الذين بشروا بين العرب قصصًا من هذا النوع روي في معالجة بعض الرؤساء، يذكر أنهم نجحوا في معالجتهم وأن نجاحهم هذا هو كرامة ومعاجز قد تمت بفضل الله ومنّة المسيح.

ويكون الشفاء عند العرب في ثلاثة: شربة عسل وشرطة محجم وكية نار. وإذا عجز الطبيب من إشفاء مريضه بما عنده من وسائل لجأ إلى "الكي"، ولذلك جاء: "آخر الدواء الكي". وكان أهل الجاهلية يرون أنه يحسم الداء بطبعه فيبادرون إليه قبل حصول الاضطرار إليه ويعالجون به أكثر الأمراض. وروي في الحديث قوله: "الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي ثمن الكيّ" ٤.

والعسل من الأدوية والصفات التي أمر بها الأطباء في معالجة بعض الأمراض، ولا سيما أمراض المعدة، عولج به وحده، وعولج به ممزوجًا بمواد أخرى،


١ تاج العروس "١٠/ ٣٨٢"، "نهى".
٢ تاج العروس "٣/ ٤١٧"، "عقر".
٣ غرائب اللغة "١٩٦".
٤ إرشاد الساري "٨/ ٣٦١" "كتاب الطب".

<<  <  ج: ص:  >  >>