للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعولجت الأورام التي تصيب الجلد بالمناقيع واللصقات، ولا سيما اللصقات الحارة، كي تعجل في إخراج الصديد من العضو المتورم. واستعملت هذه اللصقات من سحق بعض الحبوب ذات المادة الدهنية، مثل حب الكتان أو حب البخور، وبعد سحقها توضع على النار ثم تفرغ في قماش لتوضع فوق الورم لإزالته، وتحويله إلى صديد. واستعملت من مواد أخرى مثل التمر مع الزبد وأمثالها، وكلها على أساس أن الدفء الذي يكون فيها يسبب زوال الورم وتحوُّل الدم الفاسد إلى صديد يخرج أو يجف.

واستعمل "الزقوم" في معالجة الجروح. وهو مرّ شديد المرارة، وأشير إلى "شجرة الزقوم" و"شجر من زقوم" في القرآن الكريم١، ولما نزلت الآية لم تعرف قريش معنى الكلمة، "فقال أبو جهل: إن هذا الشجر ما ينبت في بلادنا، فمن منكم يعرف الزقوم؟ فقال رجل قدم علهم من أفريقية: الزقوم بلغة أفريقية: الزبد بالتمر. فقال أبو جهل: يا جارية، هاتي لنا زبدًا وتمرًا نزدقمه، فجعلوا يأكلون منه ويقولون: أفبهذا يخوفنا محمد في الآخرة! "٢.

والزقوم نبات بالبادية له زهر ياسميني الشكل. وقيل: شجرة غبراء صغيرة الورق مدورتها لا شوك لها ذفرة مرة لها كعابر في سوقها كثيرة ولها وريد ضعيف جدًّا يجرسه النحل ونورتها بيضاء ورأس ورقها قبيح جدًّا. وفي أريحا شجرة يقال لها: الزقوم لها ثمر كالتمر حلو عفص، ولنواه دهن عظيم المنافع في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقس وعرق النسا، وذكر أن أصلها من الهند، جاءت به بنو أمية من أرض الهند وزرعته بأريحا٣.

وعولجت كسور العظام بالجبائر، وبالدلك، ووضع المناقيع فوق العضو المصاب عظمه بالكسر، والجبيرة: العيدان التي تجبر بها العظام، وذلك بعد جبر المجبر لها٤.

ومن المصطلحات الطبية المتعارفة عند الجاهليين: "البطنة"، وهي التخمة.


١ الصافات، الآية٦٢، الدخان، الآية٤٣، الواقعة، الآية٥٢.
٢ تاج العروس "٨/ ٣٢٦"، "زقم".
٣ تاج العروس "٨/ ٣٢٦"، "زقم".
٤ شمس العلوم، الجزء الأول، القسم الثاني "ص٢٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>