للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالج بالحمية وبالمنتقعات والحقن. وقد عرف الجاهليون أثر المعدة في الصحة العامة، فعدت بيت الداء، والحمية رأس كل دواء.

والأمراض التي تعرض لها الجاهليون عديدة، منها: العمى، والعَوَر، والتهاب العيون، والرمد، ومنها: ما يصيب الجلد، مثل البرص والوضح، والبهق، والحكة، والدمامل، والبثور، والجرب، والقرح، ومنها أمراض داخلية، مثل أوجاع المعدة والكبد واليَرَقان والصداع والشقيقة، وذات الجنب وأوجاع المفاصل والعظام، والفالج، والسل، والحمى، وأمراض أجهزة البول والحمى والبُرَداء. وأمراض القلب والرعشة والجنون والأمراض العصبية الأخرى وغير ذلك من أمراض لا تزال معروفة.

ومن الأمراض المعروفة عند الجاهليين البرص، وهو مرض يصيب الجلد، وهو غير الجذام ويطلقون عليه "الوضح" كذلك، لبياض يظهر في ظاهر البدن١ ومنه قيل لجذيمة الأبرش: جذيمة الوضاح٢. وقد كان معروفًا في الشرق الأدنى، وأشير إليه في التوراة، وهو نوع من "البسورياس" Psoriasis أو "اللبرا"٣ Lepra, Leprosy. ويظهر أنه كان كثير الانتشار، ومن أصيب به "الحرث ابن حلزة اليشكري"٤، وجماعة آخرون من الأشراف والمعروفين ذكرهم أهل الأخبار٥.

وقد نعت البرص ببعض النعوت، فقيل لمن به برص: "المحجل"٦، و"الوضاح"، و"الوضح" البرص. وقد كان الناس يكرهون مجالسة البُرْص خشية العدوى، فكان الملك "عمرو بن هند" يتجنب مؤاكلة البُرص، ويأمر بنضح الأمكنة التي يجلسون عليها حذر العدوى٧. وكانت قريش قد أخرجت "أبا عزة، عمرو


١ تاج العروس "٤/ ٣٧٣".
٢ "ويكنى به عن البرص، ومنه قيل لجذيمة الأبرش: الوضاح. وسيأتي الكلام عليه وفي الحديث: "رجل بكفه وضح"، أي: برص" تاج العروس "٢/ ٢٤٧".
٣ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٢٢٠ وما بعدها".
The Univer. Jewish Ency., ٧, P. ٤٣٤
٤ شرح المعلقات السبع، للزوزني "دار صادر" "ص١٥٤".
٥ المحبر "ص٢٩٩ وما بعدها".
٦ المحبر "ص٣٠١".
٧ شرح المعلقات السبع، للزوزني "ص١٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>