للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البروج منزلان وثلث من منازل القمر، وهي نطاق الفلك، والفلك مدار لها. وإنما سُمي فلكًا لاستدارته١.

وأول ما يعد العرب من "المنازل" "الشَرطان"، وهما كوكبان يقال هما قرنا الحمل، ويسميّان النطح والناطح، وبينهما في رأي العين قاب قوس، وأحدهما في جهة الشمال والآخر في جهة الجنوب وإلى جانب الشمال كوكب صغير يعد معهما أحيانًا فيقال: الأشراط، وقد يعرف بـ"الأشرط". و"الشرطان" نجمان من الحمل، وهما قرناه، وإلى جانب الشمالي منها كوكب صغير٢. ومن العرب من يسمي هذه النجوم الثلاثة الأشراط. وقيل: هما أول نجم الربيع، ومن ذلك صار أوائل كل أمر يقع أشراطه٣، والربيع أول الأزمنة للعرب، فيه الخير والبركة لهم. وإذا نزلت الشمس بهذا المنزل فقد حلت برأس الحمل، وهو أول نجوم فصل الربيع، وعند ذلك يعتدل الزمان، ويستوي الليل والنهار فإذا استوى الزمان، يليه نهاية الربيع، وعودةالعرب إلى الأوطان. "يقول ساجع العرب: إذا طلع الشرطان استوى الزمان وحضرت الأوطان، وتهادت الجيران. أي: رجع الناس إلى أوطانهم من البوادي بعد ما كانوا متفرقين في النجع"٤.

ثم "البطين"، وهو ثلاثة كواكب خفية، ويقال: هي بطن الحمل، ثم "الثريا"، وهي أشهر منازل القمر، ويسمونها: النجم. وقد أكثر الشعراء من التشبيه بها٥. ولهم في فعلها أسجاع منها: "إذا طلع النجم، فالحر في حدم، والعشب في حطم، والعانة في كدم"، و"إذا طلع النجم عشاء، ابتغى الراعي كساء"، و"إذا طلع النجم غدية ابتغى الراعي شكية"٦.

وعرفت "الثريا" بـ"كيمه" Kimah عند العبرانيين وعند السريان، وعرفت


١ الجمان في تشبيهات القرآن "٢٠١".
٢ الجمان في تشبيهات القرآن "٢٠٢".
٣ تاج العروس "٥/ ١٦٦ وما بعدها"، "شرط".
٤ الجمان "٢٠٢ وما بعدها".
٥ المصدر نفسه "٢٠٣ وما بعدها".
٦ الجمان "٢٠٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>