للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربيع، لأن أول الربيع، وهو المطر، يكون فيه، ثم يكون بعده فصل الشتاء ثم يكون بعد الشتاء فصل الصيف، وهو الذي يسميه الناس الربيع، وقد يسميه بعضهم الربيع الثاني، ثم يكون بعد فصل الصيف فصل القيظ، وهو الذي يسميه الناس الصيف١. وذكر "اليعقوبي" أن العرب اختلفت "في أسماء الأزمنة الأربعة: فزعمت طائفة منها أن أولها الوسمي، وهو الخريف، ثم الشتاء، ثم الصيف، ثم القيظ، ومنهم من يعد الأول من فصول السنة الربيع، وهو الأشهر والأعم، والعرب تقول: خرفنا في بلد كذا، وشتونا في بلد كذا، وتربعنا في بلد كذا، وصفنا في بلد كذا"٢.

وأول وقت الربيع عندهم، وهو الخريف، ثلاثة أيام تخلو من أيلول. وأول الشتاء عندهم ثلاثة أيام تخلو من كانون الأول. وأول الصيف عندهم، وهو الربيع الثاني، خمسة أيام تخلو من آذار. وأول وقت القيظ عندهم أربعة أيام تخلو من حزيران. والخريف عندهم المطر الذي يأتي في آخر القيظ، ولا يكادون يجعلونه اسمًا للزمان٣.

وهناك أسماء أخرى لهذه الفصول، فـ"الصفرية" هو الجزء الأول من السنة وسمي مطره الوسمي، والشتاء هو الجزء الثاني منها. أما الصيف فهو الجزء الثالث.

وأما الجزء الرابع، فهو القيظ، وسموا مطره الخريف، وقد حددوا مبدأ كل فصل ومنتهاه بالفصول.

وهناك كما يتبين من روايات علماء اللغة اختلاف في تشخيص الربيع، منهم من يذهب إلى أنه الفصل الذي يتبع فيه الشتاء، ويأتي فيه الورد والنَّور، "ومنهم من يجعل الربيع الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف وفصل الشتاء بعده. ثم فصل الصيف بعد الشتاء وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع، ثم فصل القيظ بعده وهو الذي تدعوه العامة الصيف. ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف الربيع الأول، ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور الربيع الثاني. وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع"٤.


١ الأنواء "ص١٠٤ وما بعدها"، المخصص "٩/ ٧٩ وما بعدها".
٢ مروج "٢/ ١٩٢".
٣ الأنواء "ص١٠٤ وما بعدها".
٤ بلوغ الأرب "٣/ ٢٤٣ وما بعدها"، صبح الأعشى "٢/ ٤١٤ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>