للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجيزون الحج ويحرمون الشهور ويحللونها، فكانوا يسمون النسأة والقلامس١

وذكر "الزبيري"، أن "سريرًا" أول من نسأ الشهور، وقد انقرض سرير، ونسأ الشهور بعده ابن أخيه القلمس، واسمه عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة. ثم صار النسيء في ولده. وكان آخرهم جنادة بن عوف٢، وهو "أبو ثمامة". وورد في رواية أخرى، أن آخرهم هو "فقيم بن ثعلبة"، أو هو غيره. وقد ذكروا أن "أبا ثمامة"، وهو "جنادة بن أمية" من بني "المطلب بن حدثان بن مالك بن كنانة"، من نسأة الشهور على معد، كان يقف عند "جمرة العقبة، ويقول: اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضعها ولا أعاب ولا "أحاب" أجاب: اللهم إني قد أحللت أحد الصفرين وحرمت صفر المؤخر، وكذلك في الرجبين، يعني: رجبًا وشعبان. ثم يقول: انفروا على اسم الله تعالى. وفيه يقول قائلهم:

ألسنا الناسئين على معد ... شهور الحل نجعلها حراما٣

وذكر أن أول من نسأ بعد "القلمين" القلسين: "حذيفة بن عبد نعيم بن عدي"، و"زيد بن عامر بن ثعلبة" "وهو القلمين بن عامر بن ثعلبة" "عياد بن حذيفة"، ثم "قلع بن عياد"، ثم "أمية بن قلع"، ثم "عوف بن أمية"، ثم "جنادة" فأدركه الإسلام٤.

وذكر "الطبري"، "أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني، كان يوافي الموسم كل عام، وكان يكنى أبا ثمامة، فينادي: ألا إن أبا ثمامة لا يجاب ولا يعاب، ألا وإن صفر العام الأول حلال، فيحله الناس، فيحرم صفر عامًا ويحرم المحرم عامًا"٥. ودعاه بـ"أبي ثمامة صفوان بن أمية"، أحد "بني فقيم


١ اليعقوبي "١/ ٢٠٧"، "طبعة النجف".
٢ نسب قريش "ص١٣".
٣ تاج العروس "٤/ ٢٢٢"، "القلمس"، تاج العروس "١/ ١٢٥"، "نسا"، ينسب هذا البيت إلى "عمير بن قيس بن جذل الطعان"، اللسان "١/ ١٦٧"، "صادر"، نهاية الأرب "١/ ١٦٦".
٤ الإصابة "١/ ٢٤٨"، "رقم ١٢٠٧".
٥ تفسير الطبري "١٠/ ٩١".

<<  <  ج: ص:  >  >>