للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوته: "اللهم إني لا أعاب ولا أحاب، ولا مرد لما قضيت. اللهم، إني أحللت شهر كذا "ويذكر شهرًا من الأشهر الحرم، وقع اتفاقهم على شن الغارة فيه"، وأنسأته إلى العام القابل، أي: أخرت تحريمه، وحرمت مكانه شهر كذا من الأشهر البواقي، فكانوا يحلون ما أحل ويحرمون ما حرم" فإذا انتهى من هذا الخطاب وأمثاله، أباحوا لأنفسهم الغارة في ذلك الشهر، وغزوا من نووا غزوه. فإذا جاء العام القابل، نهض الناسئ ليقول: إن آلهتكم قد حرمت عليكم الشهر الفلاني، وهو الشهر الذي أحله في العام الماضي فحرموه، فيحرمونه١.

وورد في بعض الروايات، أنه كان يقوم فيقول: "إني لا أحاب ولا أعاب ولا يرد ما قضيت به، وإني قد أحللت دماء المحللين من طيء وخثعم، فاقتلوهم حيث وجدتموهم إذا عرضوا لكم". وذلك لما ذكر من عدم تحريم طيء وخثعم للشهور الحرم، فكانوا يغيرون ويقاتلون فيها، ولذلك استثناهم القلامسة من عدم مقاتلتهم في تلك الشهور، وذلك لضرورات الدفاع عن النفس٢.

وقد نسب إلى بعض القلامسة شعر، قيل: إنهم قالوه يفتخرون فيه باحتكارهم النسيء، وبإرشادهم الناس إلى مناسك دينهم، وقيادتهم الحجاج، يسيرون تحت لوائهم، يبينون لهم شهور الحل والشهر الحرم، كما ورد شعر منسوب إلى بعض كنانة يفتخر فيه بأن قومه ينسئون الشهور على معد، فيجعلون شهور الحل حراما والشهور الحرام حلالًا٣.

وقد قال "عمير بن قيس بن جذل الطعان"، شعرًا افتخر فيه وتعرض لأمر النسيء، فكان مما جاء فيه قوله:

ألسنا الناسئين على معدّ ... شهور الحل نجعلها حراما٤


١ المعاني الكبير "٣/ ١١٧١"، بلوغ الأرب "٣/ ٧٣"، نهاية الأرب "١/ ١٦٦"، "أنا الذي لا أعاب ولا أخاب؟ ولا يرد لي قضاء فيقولون: نعم، صدقت أنسئتنا شهرًا، أو أخر عنا حرمة المحرم، واجعلها في صفر وأحل المحرم، فيفعل ذلك"،
تفسير الطبرسي "٥/ ٢٩"، "طهران".
٢ تاج العروس "١/ ٤٥٧"، "الكويت"، مادة: "نسأ".
٣ تاج العروس "١/ ٤٥٧".
٤ اللسان "١/ ١٦٧"، ونسبه "الطبرسي" إلى الكميت، تفسير الطبرسي "٥/ ٢٩"، "طهران"، تفسير ابن كثير "٢/ ٣٥٦"، سنن ابن ماجة "٥/ ١٨٠"، السنن الكبرى "٥/ ١٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>