للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السامية، لم يكن معروفًا عند أجدادهم القدماء١. وهو معروف في اللغات الآرية، كما في حالة الـ "Genitive" في اللاتينية حيث تتولد معان جديدة بإضافة لفظة إلى لفظة أخرى، فتتولد من هذا التعاقب دلالة جديدة لمعنى جديد.

هذا، ونجد أن بين اللغات السامية وبين اللغات الآرية اختلافات في كثير من الأمور، فاللفظة في اللغات السامية ذات مدلول عام، وقد يكون لها جملة مدلولات تدل على معان عامة مطلقة، أما اللغات الآرية، مثل السنسكريتية، واليونانية، والألمانية، فكل جذر فيها هو كلمة ذات معنى مقيد محدود، أخذت منه المصادر والنعوت. وهناك اختلافات أخرى في موضوع الـ "Conjuctions" والـ "Substansive" والـ "Syntax"، والـ "Interdependence of sentences" وغير ذلك من أمور يعرفها علماء اللغات والنحو والصرف.

ويرى العلماء أن الفعل قد تطور في اللغات السامية تطورًا خطيرًا، استغرق قرونًا طويلة، وأن ما نعرفه من تقسيم الأفعال إلى ماض ومضارع وأمر، لم يكن معروفًا على هذا النحو عند قدماء الساميين. ويرى بعضهم أن الصيغة الأصلية للفعل إنما كانت صيغة الأمر، فهذه الصيغة هي أقدم صيغ الأفعال عند الساميين.

وقد كانت هذه الصيغة تستعمل للدلالة على جميع صيغ الفعل من الماضي والمضارع والأمر، ثم تخصصت فصارت تشير إلى حدوث الفعل في صيغة الأمر، وذلك بعد ظهور صيغتي المضارع والماضي.

ومن صيغة فعل الأمر، اشتق فعل المضارع. وذلك بزيادة حرف على أول لفظة فعل الأمر، لتدل على حالة الإسناد إلى الفاعل أو الضمير مثلًا، وقد سبقت هذه الزيادة الزيادة التي لحقت آخر الفعل، فمن فعل "قم" مثلًا تولد الفعل "أقوم" و"يقوم" و"نقوم" و"تقوم" ثم يقومون وتقومون٢.

ومن علماء اللغات من يرى أن صيغة المضارع كانت أمدًا تدل على جميع الأزمنة، وأن هذا الأداء كان مستعملًا عند قدماء الساميين استعمال اللغة الصينية


١ Brockelmann, Grundriss, I, S. ٥
٢ ولفنسون، السامية "ص١٥"، The Bible Dictionary, Vol. II, P. ٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>