في كتب اللغة والمعاجم، لم يشيروا إلى أسماء من كان ينطق بها، فظن أنها جموع استعملت في هذه العربية التي نزل بها الوحي.
ومن أهم الاختلافات التي نراها بين اللغات السامية. اختلافها في التعريف.
فبينما نرى بعض اللغات كالآشورية والبابلية والحبشية لا أداة للتعريف فيها، نرى العبرانية وبعض اللهجات العربية مثل الثمودية واللحيانية تستعمل حرف الـ"هـ" أداة له، تضعه في أول الكلمة، وبينما نرى السبئية واللهجات العربية الجنوبية الأخرى تستعمل أداة أخرى للتعريف هي حرف "النون"، تضعها في آخر الكلمة المراد تعريفها، نجد العربية الفصحى تستعمل "ال" أداة للتعريف، تضعها في أول الكلمة. وتشارك السريانية العربيات الجنوبية في مكان أداة التعريف، فمكانها عندها في نهاية الكلمة أيضًا، غير أنها تختلف عنها في استعمالها أداة أخرى هي حرف الـ "هـ" أو الواو.
وقد درس بعض المستشرقين أوزان الأسماء في اللغات السامية، كما درسوا اشتقاقها وأصولها التي أخذت منها، وبحثوا في حالات التصغير أي في الأسماء المصغرة وطرق التصغير عن جميع الساميين، والأسماء البسيطة والأسماء المركبة، ليستخرجوا منها قواعد قدماء الساميين في كيفية تكوين الأسماء، ولا سيما تلك الأسماء التي ترد في جميع اللغات السامية. ففي اللغات السامية أسماء مشتركة ترد في كل اللغات، منها ما هو بسيط مؤلف من كلمة واحدة، ومنها ما هو مركب، أي: أسماء مؤلفة من أكثر من كلمة بطريقة الإضافة. ودراسة هذه الأسماء بأنواعها، تفيدنا كثيرًا في الوقوف على العقلية السامية وعلى الخواص المشتركة التي كانت تربط بين الساميين.
ونجد الإعراب في اللغة العربية الفصحى، ويذهب العلماء إلى أن الإعراب كان موجودًا في جميع اللغات السامية، ثم خف حتى زال من أكثر من تلك اللغات.
ونرى له أثرًا يدل عليه في العبرانية في حالتي المفعول به وفي ضمير التبعية، وفي السريانية والبابلية في ضمير التبعية، فإن هاتين الحالتين تدلان على وجود الإعراب في أصولها القديمة١.