للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعربية وأنا في الجنة، فلما هبطت إلى الأرض، نقل لساني إلى السريانية، فم أنطق بغيرها إلى أن هلكت، فلما ردني الله -سبحانه وتعالى- إلى الجنة، عادت على العربية فأي حين نظمت هذا الشعر: في العاجلة أم الآجلة؟ "١.

وذلك ردًّا على من زعم أن آدم كان يعرف الشعر العربي، وقد نظم شعره بالعربية، ورووا له شعرًا زعموا أنه قاله لتأييد صحة دعواهم.

وقد ذهب قوم من العلماء إلى أن لغة العرب، هي أول اللغات، وكل لغة سواها حدثت بعدها إما توقيفًا أو اصطلاحًا، واستدلوا بأن القرآن كلام الله هو عربيّ، وهو دليل على أن لغة العرب أسبق اللغات٢.

ومنهم من قال: لغة العرب نوعان:

أحدهما: عربية حمير، وهي التي تكلموا بها من عهد هود ومن قبله، وكانت قبل إسماعيل.

والثانية: العربية المحضة التي نزل بها القرآن، وأول من أنطق لسانه بها إسماعيل، على هذا القول يكون توقيف إسماعيل على العربية المحضة يحتمل أمرين:

إما أن يكون اصطلاحًا بينه وبين جرهم النازلين عليه بمكة، وإما أن يكون توقيفًا من الله٣.

والعربية المحضة هي العربية الخالصة، وهي العربية الأصيلة عربية إسماعيل، وقد نعتت بالعربية المتينة. قالوا: أول من فتق لسانه بالعربية المتينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة٤. روي "أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تلا: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} ، ثم قال: "ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهامًا" ٥. والعربية التي تكلم بها "إسماعيل" والتي نزل بها القرآن وما تكلمت به العرب على عهد النبي، تختلف عن عربية حمير وبقايا جرهم٦، وذكر أن "عمر بن الخطاب"،


١ رسالة الغفران "٣٦١ وما بعدها".
٢ المزهر "١/ ٢٨".
٣ المزهر "١/ ٢٨".
٤ المزهر "١/ ٣٤".
٥ المزهر "١/ ٣٣".
٦ المزهر "١/ ٣٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>