للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الحارث بن هانئ بن أبي شمر بن جبلة الكندي، استلحم يوم ساباط، فنادى: يا حُكْر يا حُكْر، يريد يا حجر بن عدي الأدبر، فعطف عليه فاستنفذه، ويكب في موضع يجب"١. و"الحارث بن هانئ" من كندة، وهو من الصحابة، وكندة من العربية الجنوبية في الأصل٢، فلا يستبعد منه نطق الجيم كافًا على الطريقة المصرية في الوقت الحاضر، إذ يقول العرب الجنوبيون "هكر" في موضع "هجر"، ولكن "عدي بن زيد" من "تميم"، وليست "تميم" من العربية الجنوبية، ثم إن "المعري يقول عنه: "فيقول عدي بعباديته يا مكبور لقد رزقت ما يكب أن يشغلك عن القريض"٣، أي: "يا مجبور لقد رزقت ما يجب أن يشغلك عن القريض" فجعل قلب الجيم كافًا من سمات لغة العباديين.

ولخص بعض العلماء الوجوه التي تتخالف بها لغات العرب، في سبعة أنحاء لا تزيد ولا تنقص: الوجه الأول إبدال لفظ بلفظ كالحوت بالسمك وبالعكس، وكالعهن المنفوش، قرأها "ابن مسعود" كالصوف المنفوش. الثاني: إبدال حرف بحرف كالتابوت والتابوه. الثالث: تقديم وتأخير ما في الكلمة، نحو: سلب زيد ثوبه، وسلب ثوب زيد. وأما في الحروف نحو: أفلم ييأس الذين، وأفلم يايس. الرابع زيادة حرف أو نقصانه نحو: ماليه وسلطانيه، وفَلا تَكُ في مِرْية. الخامس: اختلاف حركات البناء نحو تحسين بفتح السين وكسرها.

السادس: اختلاف الأعراب نحو ما هذا بشر بالرفع. السابع: التفخيم والإمالة.

وهذا اختلاف في اللحن والتزيين لا في نفس اللغة. والتفخيم أعلى وأشهر عند فصحاء العرب. فهذه الوجوه السبعة التي بها اختلفت لغات العرب٤.

وجمع "مصطفى صادق الرافعي" أنواع الاختلاف الواردة في كتب اللغة، فحصرها في خمسة أقسام:


١ رسالة الغفران "٢٠١".
٢ الإصابة "١/ ٢٩٢"، "رقم ١٥٠٢".
٣ رسالة الغفران "١/ ٢٠٠".
٤ تفسير النيسابوري "١/ ٢٢"، "حاشية على تفسير الطبري. بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>