ومن العرب من يجعل الكاف جيمًا كالجعبة يريد الكعبة. ومنهم من يستعمل الحرف الذي بين القاف والكاف كما في لغة تميم، والذي بين الجيم والكاف في لغة اليمن، وإبدال الياء جيمًا في الإضافة نحو غلامج، وفي النسب نحو بصَرج وكوفج١. ومن ذلك الحرف الذي بين الباء والفاء، مثل بور إذا اضطروا قالوا: فور٢.
ومن النوع الثاني، وهو الخاص بلغات منسوبة غير ملقبة عند العلماء:
إبدال "فقيم" الياء جيمًا، ولغتهم في ذلك أعم من لغة قضاعة التي مرت في النوع الأول، لأنها غير مقيدة، فيقولون في بُختي: وعليّ؟ بُختجّ وعلجٌّ.
وحجتج في حجتي، وبج في موضع بي. "وقال ابن فارس في فقه اللغة: إن الياء تجعل جيمًا في النسب عند بني تميم، يقولون: غلامج، أي: غلامي، وكذلك الياء المشددة تحول جيمًا في النسب، يقولون: بَصرِّج وكوفِّج في بصريّ وكوفي. وعكس هذه اللغة في تميم -على ما نقله صاحب المخصص- وذلك أنهم يقولون: صِهْرِيٌ والصهاري، في صهريج والصهاريج"٣.
في لغة مازن يبدلون الميم باء والباء ميمًا، فيقولون في بكر: مكر، وفي اطمئن اطبئن، ويقولون: با اسمك؟ مكان ما اسمك؟.
وفي لغة طيء يبدلون تاء الجمع هاء إذا وقفوا عليها، إلحاقًا لها بتاء المفرد؛ وقد سمع من بعضهم: دفن البناه من المكرماه، يريد: دفن البنات من المكرمات.
وحكى قول بعضهم: كيف البنون والبناهن وكيف الإخوه والأخواه؟
وفي لغة طيء أيضًا يقلبون الياء ألفًا بعد إبدال الكسرة التي قبلها فتحة، وذلك من كل ماضي ثلاثي مكسور العين، ولو كانت الكسرة عارضة كما لو كان الفعل مبنيًّا للمجهول، فيقولون في رضى وهدى: رضا وهُدى، بل ينطقون بها قول العرب: فرس حَظِيّة بظيّة فيقولون: حظاة بظاة، وكذلك الناصاة، في الناصية.
ومن لغتهم أنهم يحذفون الياء من الفعل المعتل بها إذا أُكّد بالنون، فيقولون
١ المزهر "١/ ٢٢٢ وما بعدها".
٢ الصاحبي "٥٤".
٣ الرافعي "١/ ١٤١ وما بعدها".