وإذا استفهموا عن النكرة المعربة ووقفوا على أداة الاستفهام، جاءوا في السؤال بلفظة "مَن" ولكنهم في حالة الرفع يُلحقون بها واوًا لمجانسة الضمة في النكرة المستفهم عنها، ويلحقون بها ألفًا في حالة النصب، وياء في حالة الجر، فإذا قلت: جاءني رجل، ونظرت رجلًا، ومررت برجل، يقولون في الاستفهام عنه: مَنُو؟ ومَنا؟ ومني؟ وكذلك يلحقون بها علامة التأنيث والتثنية والجمع. فيقولون: مَنَه؟ في الاستفهام عن المؤنثة، ومنان؟ ومنين؟ للمثنى المذكر، ومَنَتان؟ ومَنتين؟ للمثنى المؤنث: ومنون؟ ومنين؟ للجمع المذكر، ومنات؟ للجمع المؤنث. وهذا كله إذا كان المستفهم واقفًا، فإذا وصل أداة الاستفهام جردها عن العلامة، فيقول: مَن يا فتى؟ في كل الأحوال.
وبعض الحجازيين لا يفرق بين المفرد وغيره في الاستفهام، فيقول: مَنو، ومنا، ومَني، إفرادًا وتثنية وجمعًا في التذكير والتأنيث.
وحفظ عن أهل الحجاز أنهم يعاقبون أحيانًا بين الواو والياء، فيجعلون إحداهما مكان الأخرى، فيقولون في الصواغ: الصياغ، وقد دوخوا الرجل وديخوه. وسمع عن بعض أهل العالية قولهم: لا ينفعني ذلك ولا يضورني، أي: يضيرني، وسمع عن قوم قولهم: في سريع الأوبة: سريع الأيبة. ومنهم من يقول في المصايب: مصاوب، ويقول حكوت الكلام، أي: حكيته. وأهل العالية يقولون: القصوى، ويقول أهل نجد: القصيا.
وقد وردت أفعال ثلاثية تُحكى لاماتها بالواو والياء، مثل عزوت وعزيت، وكنوت وكنيت. وهي قريب من مائة لفظة.
في لغة بكر بن وائل وأناس كثير من بني تميم، يسكنون المتحرك استخفافًا، فيقولون في فَخِذ، والرّجُل، وكَرُمَ، وعَلِمَ: فَخْذن وكرْم، والرّجْل، وعَلْمَ. وهذه اللغة هي في كثير من تغلب. ثم إذا تناسبت الضمتان أو الكسرتان في كلمة خففوا أيضًا، فيقولون في العُنُق والإبلِ، العُنْق، والإبْل.
وحكي أن في لغة أزد السراة تسكين ضمير النصب المتصل١.