للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بك أن تكون كاذبًا على رسول الله. ثم هدده وأوعده إن لم يترك الحديث عن رسول لله فإنه ينفيه إلى بلاده.

وقد أخرج ابن عساكر من حديث السائب بن يزيد: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس"١.

وهناك رأي ثالث يقول: إنه نزل بلغة مضر، لقول "عمر": نزل القرآن بلغة مضر وعيّن بعضُهم -فيما حكاه- ابن عبد البرّ السبع من مضر، أنهم هذيل، وكنانة، وقيس، وضبّة، وتيم الباب، وأسد بن خزيمة، وقريش.

فهذه قبائل مضر، تستوعب سبع لغات"٢. وذكر أن "عمر" لما أراد "أن يكتب الإمام، أقعد له نفرًا من أصحابه، وقال: إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر، فإن القرآن نزل بلغة رجل من مضر"٣. ولما كانت القبائل المذكورة من مجموعة "مضر"، تكون لغة القرآن، وفقًا لهذا الرأي لغة مضر، لا لغة قريش، وروي عن "عبد الله بن مسعود"، أنه كان يستحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر٤.

وعندنا أخبار أخرى تفيد أن القرآن إنما أنزل بلغة قريش. من ذلك ما روي من قول عمر: "لا يملين في مصاحفنا هذه إلا غلمان قريش، أو غلمان ثقيف"٥ وفسروا ذلك بأنه يعني أن القرآن إنما نزل بلغة قريش. وما روي من قول "عثمان" للرهط القرشين الذين أوكل إليهم جمع القرآن وكتابته: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا"٦، وما روي عنه أيضًا، من أنه لما استفتى في اختلاف


١ أضواء على السنة المحمدية "٢٠٠ وما بعدها".
٢ السيوطي، الإتقان "١/ ١٣٦".
٣ ابن كثير، فضائل القرآن "٢٠".
٤ الصاحبي "٥٧".
٥ ابن كثير، فضائل القرآن "٢٠"، "وقال عمر: لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف"، الصاحبي "٥٧ وما بعدها"، السجستاني، المصاحف "١١"، السيوطي، إتقان "١/ ٥٩".
٦ ابن كثير، فضائل القرآن "٣١"، "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، إن القرآن أنزل بلسانهم"، المصاحف "٢٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>