للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"زيد" مع الرهط في كتابة "التابوت" أيكتبونه بالتاء أو الهاء، وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت، وقال زيد: إنما هو التابوه، قال: "اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم"١، وما روي عنه أيضًا من قوله للرهط الذين أمرهم بكتابة القرآن: "إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم ففعلوا"٢.

واستنكر "ابن قتيبة" قول من قال: إن القرآن نزل بلغات أخرى، فقال: "لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش"، واحتج بالآية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} ٣. واحتج آخرون بقول "عمر" لعبد الله بن مسعود: "إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل، فأقرئ الناس بلغة قريش"٤.

وروي في "البخاري"، أن القرآن نزل بلسان قريش والعرب. وقريش خلاصة العرب٥. وذكر بعض العلماء أنه نزل "بلغة الحجازيين إلا قليلًا، فإنه نزل بلغة التميميين كالإدغام في: {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ} ، وفي: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} ؛ فإن إدغام المجزوم لغة تميم، ولهذا قل، والفك لغة الحجاز ولهذا كثر"٦.

وذكر بعض العلماء "أن في القرآن من أربعين عربية وهي: قريش، وهذيل، وكنانة، وخثعم، والخزرج، وأشعر، ونمير، وقيس عيلان، وجرهم، واليمن، وأزد شنوءة، وكندة، وتميم، وحمير، ومدين، ولخم، وسعد العشيرة، وحضرموت، وسدوس، والعمالقة، وأنمار، وغسان، ومذحج، وخُزاعة، وغطفان، وسبأ، وعمان، وبنو حنيفة، وثعلب، وطيء، وعامر بن صعصعة، وأوس، ومزينة، وثقيف، وجذام، وبليّ، وعذرة، وهوازن، والنمر، واليمامة٧.


١ ابن كثير، فضائل القرآن "٣٥"، تفسير النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان "١/ ٢٤"، "حاشية على تفسير الطبري".
٢ ابن كثير، فضائل القرآن "١٩"، إرشاد الساري "٦/ ٨ وما بعدها".
٣ السيوطي، الإتقان "١/ ١٣٥".
٤ الفائق "٢/ ١١٣".
٥ ابن كثير، فضائل القرآن "١/ ١٩ وما بعدها".
٦ السيوطي، الإتقان "٢/ ١٠٣".
٧ الزرقاني، مناهل العرفان "١٧٤"، السيوطي، الإتقان "٢/ ١٠٢"، الصاحبي "٥٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>