٢- اختلاف تصريف الأفعال من ماض، ومضارع، وأمر. مثل: فقالوا: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ، قرئ هكذا بنصب لفظ ربنا على أنه منادى، وبلفظ باعد فعل أمر، وبعبارة أنسب بالمقام فعل دعاء. وقرئ هكذا: ربُّنا بَعَّد. برفع رب على أنه مبتدأ وبلفظ بعَّد، فعلًا ماضيًا مضعف العين جملته خبر.
قرئ بفتح الراء وضمها، فالفتح على أن لا ناهية، فالفعل مجزوم بعدها، والفتحة الملحوظة في الراء هي إدغام المثلثين. أما الضمّ فعلى أنّ لا نافية، فالفعل مرفوع بعدها.
٤- الاختلاف بالنقص والزيادة. مثل:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ، قرئ بهذا اللفظ. وقرئ أيضًا والذكَرِ والأنثى، بنقص كلمة ما خلق.
٦- الاختلاف بالإبدال. مثل:{وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، بالزاي، وقرئ ننشرها بالراء. ومثل:{وَطَلْحٍ مَنْضُود} ، بالحاء، وقرئ طلع بالعين. فلا فرق في هذا الوجه أيضًا بين الاسم والفعل.
ونحن إذا تعمقنا في درس مواضع الاختلاف، وهي أهم ما يتصل بلهجة القرآن الكريم، وسجلناها تسجيلًا دقيقًا شاملًا، نجد أنها ليست في الواقع اختلافًا في أمور جوهرية تتعلق بالوحي ذاته، وإنما هي في الغالب مسائل ظهرت بعد نزول الوحي من خاصية القلم الذي دوّن به القرآن الكريم. فرسم أكثر حروف هذا القلم متشابه، والمميز بين الحروف المتشابهة هو النقط، وقد ظهر النقط بعد نزول الوحي بأمد كما يقول العلماء، ثم إنّ هذا القلم كان خاليًا في بادئ