للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية له المطبوعة بمصر١. فمن أمثلة الاختلاف الحادث من الخط "تستكبرون" بالباء الموحدة و"تستكثرون" بالثاء المثلثة في الآية: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} ٢.

و"بشرًا" أو "نشرًا" في الآية: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ٣. وكلمة "إياه" في الآية: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} ، إذ وردت أيضًا "أباه" بالباء الموحدة٤.

وأمثال ذلك مما كان سببه النقط.

وبعد ملاحظة ما تقدم، وحصر كل ما ورد في المصاحف وما قرأه القراء من قراءات، نجد أن ما يختص منه باللهجات وباللغات قليل يمكن تعيينه، ومعظمه مترادفات في مثل: أرشدنا واهدنا، والعهن والصوف، وزقية وصيحة، وهلم وتعال وأقبل، وعجل وأسرع٥، والظالم والفاجر، وعتى وحتى٦، وأمثال ذلك.

وهذه الأمثلة هي كلمات مختلفة لفظًا، ولكنها في معنى واحد. وهي كما ترى مفردات لا دخل لها في قواعد اللهجات.

وأما الاختلاف في الإظهار، والإدغام، والإشمام، والتفخيم، والترقيق، والمدّ، والقصر، والإمالة، والفتح، والتحقيق، والتسهيل، والإبدال. فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى؛ لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظًا واحدًا٧، وليس هو من قبيل الاختلاف المؤثر في قواعد اللهجة، إنما هو اختلاف في الصور الظاهرة لمخارج حروف الكلمات، فلا يصح أن يعد فارقًا كبيرًا يمكن أن يكون حدًّا يفصل بين اللهجات، بحيث يصيرها لغة من اللغات، ثم إن بعضه يعود إلى الخط، وبعضه إلى التجويد.


١ "القاهرة ١٩٤٤م"، "علي حسن عبد القادر".
٢ الأعراف، آية٤٨.
٣ الأعراف، آية٥٧.
٤ التوبة، آية١١٤.
٥ النشر "١/ ٢٩ وما بعدها"، القرطبي "١/ ١٦"، السيوطي، إتقان "١/ ٧٩ وما بعدها".
٦ مباني "٩"، Noldeke, Geschichte, I, ٥١
٧ النشر "١/ ٢٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>