للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي طريقة التلاوة والأداء١.

وللحكم على أصل المترادفات، تجب مراجعة سلسلة السند للوصول إلى صحة تسلسل الأخبار من جهة، وإلى معرفة راوي الخبر والقبيلة التي هو منها لمعرفة القراءة التي قرأها، وهل هي من لهجة قبيلته، أم هي مجرد كلمة من اللهجة التي نزل بها القرآن الكريم نفسها، تلقّاها القارئ على الشكل الذي رواها في قراءته.

لقد أشار العلماء إلى أمثلة من كلمات غير قرشية وردت في القرآن الكريم، ذكروا أنها من لهجات أخرى، ومنها: الأرائكُ، ولا وَزَرَ، و"حور"، وأمثال ذلك رجع بعضهم أصولها إلى خمسين لهجة من لهجات القبائل، كما أشاروا إلى وجود كلمات معربة أخذت من لغات أعجمية مثل الرومية، والفارسية، والنبطية، والحبشية، والسريانية، والعبرانية وأمثال ذلك٢، وألّفوا في ذلك كتبًا، منها: كتاب لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة "٢٢٣هـ" "٨٣٨م"، واسمه: "رسالة في ما ورد في القرآن من لغات القبائل"٣، وكتاب لغات القرآن، لأبي زيد الأنصاري المتوفى سنة "٢١٤هـ" "٨٢٩م"٤، وغيرهما. ثم إن الذين تناولوها لم يكن لهم علم بأكثر اللغات التي رجعوا أصولها إليها، ولا سيما اللغات الأعجمية مثل الرومية، والسريانة، والنبطية، والحبشية.

غير أن من الجائز أن يكون هؤلاء قد سمعوا عنها من الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام. ولكن طريقة السماع هذه لا تكفي لإعطاء حكم على أصل لغة، بل لا بد من وجود علم ومعرفة بقواعد تلك اللغة وتأريخها وتطورها، والإحاطة بالعلاقات التأريخية بين العرب وغيرهم قبل الإسلام لمعرفة كيفية دخول تلك الكلمات إلى العرب، وإيجاد وجه صحيح للمقارنة بين اللغتين وهذا ما لم يحدث في تلك الأيام.


١ راجع بعض الأمثلة في "ص٧" من كتاب المصاحف: للسجستاني "تحقيق أرثر جفري"، "القاهرة ١٩٣٦م".
٢ السيوطي، إتقان "١/ ٢٢٩ وما بعدها".
٣ طبع مع كتاب الديريني المسمى "التيسير في علم التفسير"، في القاهرة سنة ١٩١٠هـ، ومع تفسير الجلالين المطبوع في القاهرة كذلك سنة ١٣٥٦هـ.
٤ الفهرست "٥٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>