للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

Ebo، وقد ذهب العلماء إلى أن "الأبَّ" ما تنبت الأرض للأنعام والماشية١، فهي في معنى آخر، يخص العشب والكلأ وما تنبته الأرض ليعلفه الحيوان في رأي غالبية العلماء، غير المعنى الوارد لها في السريانية.

وأما "الأرف"، فبمعنى تقسيم الأرض وتحديدها، ويقال لمن يمسح الأرض ويعين حدودها "أرفوا" Arfo في الآرمية٢، وقد ذكر علماء اللغة أن الأرف الحدود بين الأرضين، أو معالم الحدود بين الأرضين. "وفي حديث عثمان رضي الله عنه، الأرف تقطع الشفعة، وهي المعالم والحدود. هذا كلام أهل الحجاز، وكانو لا يرون الشفعة للجار"٣.

وأما "الأكار" فيذكر علماء اللغة أنها من أصل "أكر"، بمعنى "حفر"، والأكار بمعنى الحفار والحرّاث والزراع. ومن ذلك حديث "أبي جهل: فلو غير أكار قتلني"، أراد به احتقاره وانتقاصه٤. وتقابل هذه اللفظة لفظة "أكورو" Akoro في الأرمية التي هي "أكار"٥.

وبين الألفاظ التي ذكرتها ألفاظ لا يوجد دليل على أنها معربة من أصل إرمي لأننا نجد أن لها جذرًا عربيًّا، وهي ليست من المسميات التي لم يعرفها العرب حتى نقول: إنها استوردت من الخارج، أو أن الحاجة حملت العرب على تعلمها من الرقيق الذي كان عندهم أو من المبشرين أو التجار الغرباء.

وأما المعرب عن الفارسية مما يخص الزراعة، فأكثره في أسماء أثمار أو أزهار أو روائح وعطور، مثل "الخربز" بمعنى البطيخ، من أصل "خربوزة".

وفي الحديث عن أنس قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربز والرطب". وفي حديث عن عائشة: "يأكل البطيخ بالرطب"٦. و"السيسنبر"


١ الموارد المذكورة.
٢ غرائب اللغة "١٧٢".
٣ تاج العروس "٦/ ٣٩"، "أرف".
٤ تاجر العروس "٣/ ١٧"، "أكر".
٥ غرائب اللغة "١٧٣".
٦ الجواليقي: المعرب "ص١٣٧"، فتح الباري "٩/ ٤٩٦"، عون المعبود "٣/ ٤٢٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>