للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساق، الفرش، البزّاز، الوزّان، الكيّال، المسّاح، البيّاع، الدلاّل، الصرّاف، البقال، الجمّال، الحمّال، القصاب، البيطار، الرائض، الطرّاز، الخراط، الخياط، القزّاز، الأمير، الخليفة، الوزير، الحاجب، القاضي، صاحب البريد، صاحب الخبر، السقّاء، الساقي، الشرّاب، الدخل، الخرج، الحلال، الحرام" إلى غير ذلك من ألفاظ تجدها في كتابه وفي كتب اللغة التي نقلت منه١.

وفي بعض الذي ذكره، ما هو فارسي حقًّا، أو من مصدر أعجمي آخر، لم يعرفه "الثعالبي"؛ لأنه لم يعرف من اللغات الأعجمية غير الفارسية، فنسب أصل تلك الألفاظ إليها، ولكن البعض الباقي هو عربي، ما في أصله العربي من شك، ولا يمكن أن يكون من المعربات.

ونجد في المعاجم وفي كتب اللغة كلامًا عن هذه المعربات، ففي كتاب "المزهر" وكتب اللغة المعتبرة صفحات نص فيها على الألفاظ المعربة من مختلف اللغات٢.

فلا أرى بي حاجة هنا إلى ذكر تفاصيل أخرى عن الألفاظ المعربة بتفصيل كل ما نص عليه العلماء من المعربات. ولكني أود أن أبين أن علماء اللغة لم يكونوا على علم باللغات الأعجمية، ولذلك لم يتمكنوا من رجع المعربات إلى أصولها الحقيقية، فأخطأوا في ذكر الأصول. ونظرًا إلى أن فيهم من كان يتقن الفارسية فقد رجع أصول كثير من الألفاظ إلى أصل فارسي، لأنه وجد أن الفرس نطقوا بها، ولم يعلموا أنهم أخذوها هم بدورهم من غيرهم، فصارت من لغة الفرس، أو أنهم وجدوا بعض الألفاظ قريبة من أوزان الفارسية للكلمات، فظنوا أنها فارسية، مع أنها من أصل آخر. وفعل بعض منهم ذلك عصبية منهم إلى الفارسية؛ لأنهم من أصل فارسي، فتمحلوا لذلك تكثيرًا لسواد المعربات من لغة الفرس وتعصبًا لهم٣.

وفي شعر الأعشى معربات عديدة مقتبسة من الفارسية، قد يكون أخذها من عرب الحيرة وبقية عرب العراق، وقد يكون أخذها من الفرس مباشرة لاتصاله


١ المزهر "١/ ١٢٣".
٢ المزهر "١/ ٢٧٥ وما بعدها".
٣ الرافعي، تأريخ آداب العرب "١/ ٢٠٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>