للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو القائل في هذه: آياتٌ محكمات، مطرٌ ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، ضوء وظلام، وبر وآثام، ولباس ومركب، ومطعم ومشرب، ونجوم تمور، وبحور لا تغور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، وليل داج، وسماء ذات أبراج. مالي أرى الناس يموتون ولا يرجعون، أرضوا فأقاموا، أم حبسوا فناموا.

وهو القائل: يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد. أين المعروف الذي لا يشكر، والظلم الذي لم يذكر، أقسم قس قسمًا بالله، إن لله دينًا هو أرضى له من دينكم هذا.

وأنشدوا له:

في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردًا ... للموت ليس لها بصائر

ورأيت قومي نحوها ... يمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي ولا ... يبقى من الباقين غابر

أيقنت أنّي لا محالة ... حيث صار القوم صائر١

وقد اشتهر قس بخطبته التي خطبها بسوق عكاظ، وبأبيات من الشعر رويت عن "أبي بكر الصديق". وبفصاحته وبلاغته ضرب المثل، فقيل: "أبلغ من قس"٢. وقد استشهد ببعض شعر "قس" في كتب الشواهد٣. وذكر أنه أول من قال: أما بعد. في العرب.

وفي رواية من روايات أهل الأخبار: أن أول من قال: "أما بعد"، هو كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة٤. زعيم قريش، وأحد خطبائها المشهورين.


١ البيان والتبيين "١/ ٣٠٨".
٢ مجمع الأمثال "١/ ١١٧"، البيان والتبيين "١/ ٣٠٩".
٣ الخزانة "١/ ٢٦٣"، "بولاق".
٤ المرزباني، معجم الشعراء "ص٣٤١"، الخزانة "٤/ ٣٤٧"، "بولاق"، "الشاهد السابع والستون بعد الثمانمائة".

<<  <  ج: ص:  >  >>