ولأجل إحلال الإيقاع أو النغم في الشعر، فقد يضطر أحيانًا إلى مزج كلمتين قصيرتين، ليتلفظ بهما ككلمة واحدة. كما يفعل ذلك لأسباب أخرى منها مراعاة "القافية" التي يقال لها "ميفق، مقف، Maqqeph" في العبرانية. أما إذا كان العكس، وذلك بأن تكون الكلمة ثقيلة وطويلة، فقد تقرأ وكأنها ذات مقطعين، أو جزءين.
وإذا كان الشعر مؤلفًا من أبيات عديدة، تكون وِحْدة واحدة، فيطلق عليها "مقطوعة شعرية" "strophe". ولكن المراد بها في الغالب القطعة الكبيرة من الشعر، أي "القصيدة". وأما الشعر القصير، المؤلف من بيتين، أي من "دوبيت" وهو يقال له: "Couplet" أو "Distich" في الإنكليزية، فإنه يكون الطابع الغالب على الشعر في هذه اللغة. يتكون من "Parallelism"، أي "موازنات" أو "متطابقات". وقد نظمت الأشطر والأبيات، بحيث تتناسب فيما بينها في الألفاظ والجمل والمعاني. فيرد في الشطر الثاني جزء مما ورد في الشطر الأول بنصه أو باختيار لفظة منه، لتذكير القارئ بالشطر المتقدم، فيتخرط مراد ذلك الشطر١.
ونجد في التوراة قطعاً عدَّها العلماء مقطعات شعرية، بينما هي خالية من النغم، أي الوزن، ونجد قطعًا ذات نغمة موسيقية، أي ذات وزن، فهي من الشعر الصحيح، المقرون بنغم. والنوع الأول هو نثر "Prose" خالص، لكنه يمتاز عن النثر المألوف باستعماله المجاز والاستعارة والكتابة والتعابير الفنية والألفاظ المؤثرة في التعبير عن الرأي. فهو يعبر عن شعور عميق كامن في النفس بأسلوب أدبي رفيع لذلك عدَّ من الشعر، مع أنه نثر في الواقع.
ويتكون البيت من شطرين. ومن مقاطع "Stanza" ومن "Strophe"، أي مقطوعة. ويتكون الشطر والبيت من مقاطع، أي من ألفاظ نظمت بعضها إلى بعض بحيث إذا ما قرئت بصوت مرتفع، فإنها تقرأ بنغمة، وبموسيقى مؤثرة. ويتقضى ذلك تنظيم الألفاظ والمقاطع بشكل منسق ذي نغم، لتتولد منه موسيقية الشعر. فللشعر ارتباط وثيق بالموسيقى والغناء. ونجد موسيقى الأشطر والأبيات متناسبة ومن إيقاع واحد، أي من بحر واحد، وتحافظ القطعة الشعرية،