للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنَّت نوار ولات هنا حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجنَّت

لما رأت ماء السلا مشروبًا ... والفرث يُعصرُ في الإناء أرنت

سمي إقواء لأنه نقص من عروضه قوة". "وكان يستوي البيت بأن تقول: متشربًا"١.

وقد تعرض المعري لموضوع الإقواء وأمثاله في رسالة الغفران، إذ يسأل امرأ القيس عنه، ثم يجيب على لسانه. يقول للشاعر: "كيف ينشد:

جالَت لِتَصرَعَني فَقُلتُ لَها اِقصِري ... إِنّي امرُؤٌ صَرعي عَلَيكِ حَرام

أتقول: حرامُ فتقوي؟ أم تقول: حرامِ فتخرجه مخرج حذامِ وقطامِ؟ وقد كان بعض علماء الدولة الثانية يجعلك لا يجوز الإقواء عليك. فيقول امرؤ القيس: لا نكرة عندنا في الإقواء"٢. فهو يرى أن الإقواء لم يكن منكرًا عند أهل الجاهلية: وإنما عيب عليه في الإسلام.

ومن مصطلحات علماء الشعر: "الإيطاء قال العلماء: أطأ كرر القافية لفظًا ومعنى مع الاتحاد في التعريف والتنكير، فإن اتفق اللفظ واختلف المعنى فليس بإيطاء، وكذا لو اختلفا تعريفًا وتنكيرًا. وقال بعضهم الإيطاء رد كلمة قد قفيت بها مرة نحو قافية على رجل وأخرى على رجل فهذا عيب عند العرب، لا يختلفون فيه، وقد يقولونه مع ذلك. ووجه استقباح العرب الإيطاء، أنه دال عندهم على قلة مادة الشاعر ونزارة ما عنده حتى اضطر إلى إعادة القافية الواحدة في القصيدة بلفظها ومعناها فيجري هذا عندهم مجرى العي والحصر، وأصله أن يطأ الإنسان في طريقه على أثر وطئ قبله فيعيد الوطء على ذلك الموضع، وكذلك إعادة القافية من هذا. وقال أبو عمرو بن العلاء: "الإيطاء ليس بعيب عند العرب، وهو إعادة القافية مرتين"، أما إذا كثر الإيطاء في قصيدة مرات فهو عيب عندهم٣.


١ الشعر والشعراء "١/ ٣٩ وما بعدها".
٢ رسالة الغفران "٣٢٠".
٣ اللسان "١/ ٢٠٠"، "وطئ"، تاج العروس "١/ ١٣٥"، "وطئ"، الشعر والشعراء "١/ ٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>