للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الشاعر ذا الرُّمَّة" فضل لبيدًا على كل الشعراء١.

وكان ابن أبي إسحاق، وهو عالم، ناقد، ومتقدم مشهور، يقول: "أشعر الجاهلية مرقش وسأل عبد الملك بن مروان الأخطل: من أشعر الناس؟ فقال: العبد العجلاني، يعني تميم بن أبي مقبل"٢، وهو من المخضرمين٣، "وقيل لنصيب مرة: من أشعر العرب؟ فقال: أخو تميم، يعني علقمة بن عبدة، وقيل أوس بن حجر، وليس لأحد من الشعراء بعد امرئ القيس، ما لزهير والنابغة، والأعشى في النفوس"٤.

وذكر ابن سلام أن أبا عمرو بن العلاء كان يرى أن خداش بن زهير أشعر في قريحة الشعر من لبيد، وأبى الناس إلا تقدمة لبيد. وكان يهجو قريشًا"٥. ولعل هذا الهجاء هو الذي جعل الناس يأبون تقديمه في الشعر.

وروي عن الأصمعي، أن أبا عمرو بن العلاء كان يقول: "كان أوس بن حجر فحل العرب، فلما أنشأ النابغة طأطأ منه"، وذكر عنه أيضا، وقد سئل عن النابغة وزهير، أنه قال: "ما كان زهير يصلح أن يكون أخيذًا للنابغة، يعني روايًا عنه". وروي أن أهل البصرة أجمعوا على امرئ القيس وطرفة بن العبد، وأجمع أهل الكوفة على بشر بن أبي خازم والأعشى الهمداني، وأجمع أهل الحجاز على النابغة وزهير٦.

وليونس النحوي رأى في أشعر الشعراء، قيل إنه سئل "عن أشعر الناس فقال: لا أومئ إلى رجل بعينه، ولكني أقول: امرؤ القيس إذا غضب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا غضب"٧. فربط الشاعرية بحالة من الحالات النفسية. وورد التفضيل على هذا النحو: "أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب،


١ المزهر "٢/ ٤٨١".
٢ العمدة "١/ ٩٧"، ابن سلام، طبقات "١٦".
٣ الشعر والشعراء "١/ ٣٦٦".
٤ العمدة "١/ ٩٧ وما بعدها".
٥ ابن سلام، طبقات "٣٢ وما بعدها".
٦ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٨٠".
٧ ياقوت، إرشاد "٧/ ٣١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>