للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومقيدًا على حجر، لما ضاع هذا الضياع، ولما اعتوره هذا التغيير، الخطير، فحوّر فيه وغيَّر، وقد أدرك أثر هذا المرض على الشعر، شاعر إسلامي، هو ذو الرمة، فقال: لعيسى بن عمر: اكتب شعري، فالكتاب أحب إلي من الحفظ لأن الأعرابي ينسى الكلمة وقد سهر في طلبها ليلته، فيضع في موضعها كلمة في وزنها، ثم ينشدها الناس، والكتاب لا ينسى ولا يبدل كلامًا بكلام"١.

وقد كان للشعراء الذين ظهروا في أيام الأمويين رواة، يروون شعرهم، كما كانوا يهذبونه وينقحونه ويدخلون بعض التغيير عليه، بعلم الشاعر وبموافقته، لعلة فاتت عليه، فقد كان لجرير رواته، وكان للفرزدق رواته، وكانوا يقوّمون ما انحرف من شعرهم وما قد يكون فيه من سناد وعيوب، خفي أمرها على الشاعر، فأدرك أمرها الرواة٢.


١ الحيوان "١/ ٤١"، "عبد السلام محمد هارون".
٢ الأغاني "٤/ ٢٥٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>