للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشرح المطبوع هو من صنع أبي محمد القاسم محمد القاسم بن بشار الأنباري وجمعه، وقد أخذه من موارد متعددة أشار إليها في الكتاب. وقد رواه عنه ابنه أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وعنه أبو بكر أحمد بن محمد الجراح الخزاز. وفي جملة من اعتمد عليه أبو محمد صاحب هذا الشرح من شيوخه، عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي، وقد أملى عليه القصائد المختارة المنسوبة إلى المفضل "إملاء، مجلسًا مجلسًا، من أولها إلى آخرها عن المفضل الضبي"١. كما كان في جملتهم أبو عمرو بندار الكرخي، وأبو بكر العبدي، وأبو عبد الله محمد بن رستم، والطوسي، وأبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح. من هؤلاء ومن أمثالهم جمع الأنباري هذا الشرح، وفيهم من هو من الكوفة وفيهم من هو من أهل البصرة وهم من أتباع الأصمعي، ولهذا نجدد رواياته تتداخل فيه من أبيات شعر أو قصائد لم يخترها المفضل، ومن شرح أو تفسير لكلم غريب.

فالمفضليات وإن نسبت إلى المفضل، غير أنها في الواقع من جمع الأنباري المذكور، وقد جمعها من أفواه جملة رجال، كل واحد منهم له فيها عمل ويد. وفق الأنباري بين تلك القصائد والأشعار وبين هذه الروايات والمعارف الواردة عن الشعر، وأخرج منها هذا الكتاب الثمين الكبير٢.

وللمفضل أقوال حفظت في كتب أخرى غير هذا الكتاب، فنجد أبا زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي صاحب كتاب جمهرة أشعار العرب يذكره في مواضع من كتابه، ويذكر نتفًا من روايات مستندة إليه٣، كما نجد الأصبهاني يورد له أخبارًا في الشعر في مواضع عديدة من كتابه الأغاني، ونجد غيرهما من رجال الأدب يشيرون إليه. وفي الموارد التي أشاروا إليها ما يدل على علم واسع له في الشعر وعلى إدراك في النقد.

وإذا كان ما ذكره ابن النَّدِيم عن المفضليات من قوله: "هي مائة


١ المفضليات "١" "طبعة لايل"، "النص العربي".
٢ جواد علي، تدوين الشعر الجاهلي، مجلة المجمع العلمي العراقي "المجلد السابع" "الجزء الثاني ص٥٢٠ وما بعدها "، "١٩٥٦".
٣ جمهرة أشعار العرب "القاهرة ١٩٢٦م".

<<  <  ج: ص:  >  >>