للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثمانٍ وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص وتتقدم وتتأخر، بحسب الرواية، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي، قال: وأول النسخة لتأبط شرًّا:

يا عيد ما لك من شوق وإبراق ... ومر طيف على الأهوال طراق١.

تكون هذه النسخة أصح الروايات إذن، وكان ابن الأعرابي المتوفى سنة "٢٣١هـ" قد سمع المفضل، وكان يذكر أنه ربيب المفضل، كانت أمه تحته٢، فلا يستبعد أن تكون نسخته، هي النسخة الصحيحة، لاتصاله به.

وقد ذكر أبو جعفر بن الليث الأصفهاني قال: أملى علينا أبو عكرمة الضبي المفضليات من أولها إلى آخرها، وذكر أن المفضل أخرج منها ثمانين قصيدة للمهدي، وقرئت بعد على الأصمعي فصارت مائة وعشرين، قال أبو الحسن٣: أخبرنا أبو العباس ثعلب أن أبا العالية الأنطاكي والسدري، وعافية بن شبيب، وهؤلاء كلهم بصريون من أصحاب الأصمعي، أخبروه أنهم قرءوا عليه المفضليات ثم استقرءوا الشعر فأخذوا من كل شاعر خيار شعره، وضموه على المفضليات وسألوه عما فيه مما أشكل عليهم من معاني الشعر وغريبه فكثرت جدًّا"٤. وروي عن أبي عكرمة قوله: "مرَّ أبو جعفر المنصور بالمهدي، وهو ينشد المفضل قصيدة المسيب التي أولها: أرحلت...... فلم يزل واقفًا من حيث لا يشعر به حتى استوفى سماعها، ثم صار إلى مجلس له وأمر بإحضارهما، فحدث المفضل بوقوفه واستماعه لقصيدة المسيب واستحسانه إياها، وقال له: لو عمدت إلى أشعار الشعراء المقلين واخترت لفتاك لكل شاعر أجود ما قال لكان ذلك صوابًا! ففعل المفضل"٥.

ويلاحظ أن الرواة مختلفون فيما بينهم في عدد قصائد وقطع المفضليات، فمنهم من جعلها مائة وثمانٍ وعشرين قصيدة وقطعة، كما هي رواية ابن النَّديم.


١ الفِهْرِسْت "١٠٨".
٢ الفِهْرِسْت "١٠٨ وما بعدها".
٣ الأخفش.
٤ ذيل الأمالي "١٣٠".
٥ ذيل الأمالي "١٣٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>