للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العمر دخل في هذا البعد، فقد كان قد جاوز السبعين من العمر في أيام المهدي، والعمر يؤثر بالطبع في مثل هذه الاتصالات، التي تحتاج إلى همة ونشاط، وجواب حاضر وبديهة، ورد على منافسين وحساد.

وعاش حماد فشهد سقوط دولة بني أمية، إذ توفي سنة "١٥٦هـ"، وذكر أنه أبطل روايته فيما دسه على غيره من الشعر١.

ومن شعر حماد قوله:

إذا سرت في عدل فسر في صحابة ... وكندة فاحذرها حذارك للخسف

وفي شيمة الأعمى زيار وغيلة ... وقشب وإعمال لجندالة القذف

وكلم شرٌ على أن رأسهم ... حميدة والميلاء حاضنة الكسف

متى كنت في حيي بجيلة فاستمع ... فإن لهم قصفًا يدل على حتف

إذا عتزموا يومًا على خنقِ زائرٍ ... تداعوا عليه بالنباح وبالعزف٢

وقوله مخاطبًا الشاعر أبي عطاء السندي:

فما صفراء تكنى أم عوف ... كأن رُجَيلتها منجلان

وروي أن أبا العطاء أحس بدس حماد له، فأجابه:

أردت زرارة وأزن زنا ... بأنك ما أردت سوى لساني

أي: أردت جرادة، وأظن ظنًّا بأنك ما أردت إلا أن تستخرج رطانتي، وكان في لسانه لكنة شديدة ولثغة٣.

ويعد ابن كناسة أبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدي "٢٠٧هـ" في جملة الرجال الذين اتصلوا بحماد ورووا عنه. ونجد في الأغاني جملة أخبار رويت عن حماد في الشعر والأخبار. وابن كناسة نفسه من علماء


١ إرشاد، لياقوت "٤/ ١٣٧ وما بعدها"، شرح المفضليات "٢/ ٨"، "لايل"، "مقدمة"، الأغاني "٥/ ١٦٤ وما بعدها"، الفِهْرِسْتُ "١٤٠"، بروكلمن "١/ ٢٤٦".
٢ الحيوان "٢/ ٢٦٦".
٣ الحيوان "٥/ ٥٥٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>