للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله من الكتب: كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر"١. واسمه خلف بن حيان، وعرف بأبي محرز، وكان مولى لأبي موسى الأشعري، وقيل مولى بني أمية، وأصله من خراسان٢. وقيل مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أعتقه وأعتق أبويه، وكانا فرغانيين٣، وقد ذكر ابن قتيبة أن في شعر العلماء تكلف، وهو رديء الصنعة، ليس فيه شيء جاء عن إسماح وسهولة، كشعر الأصمعي، وشعر ابن المقفع، وشعر الخليل، خلا خلف الأحمر، فإنه كان أجودهم طبعًا وأكثرهم شعرًا٤. وكان عالِمًا بالغريب والنحو والنسب والأخبار، شاعرًا كثير الشعر جيده، ولم يكن في نظرائه من أهل العلم أكثر شعرًا منه. وكان يقول الشعر وينحله المتقدمين، ويكثر قول الشعر في وصف الحيات، وأراجيزه في ذلك كثيرة٥.

وقد ذكر عنه أنه كان يتلاعب بالشعر الجاهلي، فيزيد فيه وينقص. يروى أنه زاد البيت الأول والثالث من قصيدة زهير بن أبي سلمى "رقم٤" في الديوان٦. ونسب بعضهم إليه صنع المرثية التي رثى تأبَّطَ شَرًّا بها أقاربه٧. وقد نسب بعض العلماء إليه صنع لأمية الشَّنْفَرى٨، والمشهورة بلامية العرب التي أولها:

أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم ... فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ

وروي عن الأصمعي قوله: سمعت خلفًا يقول: أنا وضعت على النابغة هذه القصيدة التي فيها:

خيلٌ صيامٌ وخيل غير صائمة ... تحت العجاج، وأخرى تعلك اللجما٩


١ الفِهْرِسْتُ "٨٠"، المعارف "٥٤٤"، تهذيب اللغة، للأزهري"٤٠ وما بعدها"، "طبقات، لابن سلام "٦".
٢ الفِهْرِسْتُ "٨٠".
٣ المعارف "٥٤٤"، المُزْهِر "٢/ ٤٠٣"، الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ "٢/ ٦٧٣".
٤ الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ "١/ ١٦".
٥ الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ "٢/ ٦٧٣ وما بعدها"، ياقوت، إرشاد "١١/ ٦٦"، نزهة الألباء "٣٧"، الآمالي، للقالي "١/ ١٥٤"، الزبيدي، طبقات "١١٣".
٦ بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ٦٥".
٧ المصدر نفسه "١/ ١٠٤"، "حاشية رقم١".
٨ الأمالي، للقالي "١/ ١٥٧"، بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٠٦".
٩ الرافعي "١/ ٣٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>