للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله قصائد أخرى نص على بعضها العلماء وبينوا أنها مصنوعة، وقد وضع شعراء عبد القيس شعرًا كثيرًا١، وقال الجاحظ: إنه هو الذي أورد على الناس نسيب الأعراب، وهذا النسب من أرق الشعر قاطبة وما أحراه أن يكون مصنوعًا٢. ولما توفي خلف رثاه أبو نُواس بشعر فيه:

أودى جميع العلم مذ أودى خلف ... من لا يعدّ العلم إلا ما عرف

قليذمٌ من العيالم الخسف ... كنا متى نشاء منه نغترف

رواية لا تجتنى من الصحف٣. ...

وهو أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقاده والعلماء به وبقائليه وصناعته. وله صنعة فيه. وهو أحد الشعراء المحسنين، ليس في رواة الشعر أحد أشعر منه.

وكان يبلغ من حذقه واقتداره على الشعر أن يشبه شعره بشعر القدماء، حتى يشبه بذلك على جلّة الرواة، ولا يفرقون بينه وبين الشعر القديم، من ذلك قصيدته التي نحلها ابن أخت تأبَّط شرًّا، التي أولها:

إن بالشعب الذي دون سلع ... لقتيلا دمه ما يطل٤

جازت على جميع الرواة، فما فطن بها إلا بعد دهر طويل بقوله:

خبر ما نابنا مصمئل ... جلّ حتى دقَّ فيه الأجل

فقال بعضهم:

جل حتى دق فيه الأجل

من كلام المولدين. فحينئذٍ أقر بها خلف"٥.


١ المُزْهِر "٢/ ٤٠٣".
٢ الرافعي "١/ ٣٨١ وما بعدها".
٣ الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ "٢/ ٦٧٣"، الحيوان "٣/ ١٥٤".
٤ وتنسب أيضًا إلى تأبَّط شرًّا، ديوان الحماسة "٢/ ٣١٢"، العقد الفريد "٦/ ١٥٧"، الأغاني "٦/ ٨٧"، "إن بالشعب إلى جنب سلع"، الأمالي "١/ ١٥٦"، أمالي المرتضى "٢/ ٢٨٠"، الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ "٢/ ٦٧٤".
٥ القِفْطي، إنباه الرواة "١/ ٣٤٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>