للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصنفت الكتب بعده"١، هفوة، فقد ذكر ابن النديم نفسه حين كلامه عن "عوانة"، أن الخليفة "الوليد بن يزيد" "جمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها.... ورد الديوان إلى حماد وجناد"٢، وفي هذه الإشارة دلالة على أنه كان لحماد ديوان، ثم نجده يذكر أنه كان لعوانة بن الحكم كتاب التأريخ، وكتاب سيرة معاوية وبني أمية، وقد توفي عوانة سنة "١٤٧هـ" أي قبل حماد المتوفى سنة "١٥٦م"٣، ونجده يذكر لعبيد بن شرية الجرهمي كتاب الأمثال، ويذكر لصحار العبدي كتابًا في الأمثال كذلك، وقد عاشا قبل عوانة وحماد٤.

ودواوين الشعر أنواع: فقد يكون الديوان مجموع شعر شاعر واحد. وقد يكون مجموع شعراء قبيلة، أو مجموع شعر قبائل، أو شعر جماعة مثل الأنصار، وقد يكون مجموع شعر شعراء، جمعت أشعارهم على شكل طبقات، أو فن امتازوا به، أو اختيارات أو أسباب أخرى تذكر في مقدمة الدواوين. ومن النوع الأول دواوين بعض الشعراء الجاهليين، مثل ديوان امرئ القيس، وديوان النابغة الذبياني، وديوان عنترة، وديوان المتلمس وغيرهم. وقد يجمع ديوان شاعر واحد عدة علماء، فيرد الديوان بروايات مختلفة. وقد تختلف النسخ في ترتيب أبيات القصيدة، وفي عدد القصائد، وقد تزيد بعضها أشعارًا، وقد تنقص بعض منها أشعارًا، وقد تختلف نسخ الديوان الذي هو من جمع عالم واحد، بسبب أن العلماء كانوا يملون علمهم إملاء على تلامذتهم، في مجالس إملائهم، فيقوم تلامذتهم بتدوين ما يملى عليهم. ويحدث أن العالم يسمع كتابه من بعض طلابه أو من كتابه، فيصحح فيه، وقد يزيد عليه ما فات عن ذاكرته يوم إملائه في المرة الأولى، فيأمر بتدوينه، وقد يحذف منه شيئًا، لم يرض عنه، فتتعدد بذلك النسخ، ويحدث ذلك في الكتب الأخرى ومن هنا تتعدد الروايات للدواوين أو للكتاب، مع أن جامعه أو مؤلفه رجل واحد.

وقد يأخذ الطالب هذا الديوان، ثم يزيد عليه ما يسمعه من شيوخ آخرين،


١ الفِهْرِسْتُ "ص١٣٥"، "أخبار حماد"، "١٤٠"، "الاستقامة".
٢ الفِهْرِسْتُ "١٤٠"، "أخبار عوانة".
٣ الفِهْرِسْتُ "١٤٠".
٤ الفِهْرِسْتُ "١٣٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>