للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها. وكان غير موثوق به. كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار"١.

ولم أجد في الكتب المطبوعة التي تحدثت عن حماد ما يفيد اشتغال حماد بتدوين الشعر وإثباته في دواوين. وفي الفِهْرِسْت عبارة تقطع بعدم ورود كتاب ولا ديوان كان من تأليف حماد أو جمعه، إذ يقول: ولم ير لحماد كتاب، وإنما روى عنه الناس، وصنفت الكتب بعده"٢. ويفهم بالطبع من كلام ابن النَّديم هذا أن حمادًا كان راوية حسب، يروي للناس ما حفظه من شعر دون أن يعتني هو نفسه بإثباته لما يحفظه في حروف وكلمات. غير أنه يجب الاحتراز كثيرًا في الأخذ برواية ابن النَّديم هذه، إذ لا يعقل إهمال حماد ترتيب ما كان يحفظه من شعر كثير، وتدوينه وإملاءه. وقد أهمل ابن النَّديم أسماء كتب عديدة لمؤلفين معروفين، كما ذكر أسماء علماء لم يشر إلى مؤلفات لهم، مع أن غيره أشار إلى مؤلفاتهم، وقد وصلت بعض منها إلينا وطبعت، فلا أستبعد أن يكون قول ابن النَّديم هذا من القبيل. ومما يقوي هذا الرأي ويؤيده، ما ورد في مختارات ابن الشجري عن أبي حاتم السجستاني من وجود كتاب لحماد الراوية، إذ قال: "قال أبو حاتم هذا آخرها وفي كتاب حماد الراوية زيادة، وقوله: قال السجستاني: وفي كتاب حماد الراوية زيادة بعد هذا البيت أربعة أبيات، كتبتها ليعرف المصنوع"٣. وقد أورد ابن الشجري قولَي السجستاني عند إيراده شعر الحطيئة. وكان السجستاني قد أشار إلى كتاب حماد هذا، لوجود أبيات فيه لم يجدها في رواية الأصمعي التي اعتمد عليها لشعر الحطيئة. وقد أورد تلك الزيادات، ذاكرًا أنها مع ذكره لها من المصنوعات المردودات٤.

وفي عبارة ابن النديم: "ولم يرَ لحماد كتاب، وإنما روى عنه الناس


١ طبقات، لابن سلام "١٤".
٢ الفِهْرِسْتُ "ص١٣٥"، "أخبار حماد".
٣ مختارات ابن الشجري، القسم الثالث "ص١٢، ١٦"، "تحقيق حسن زناتي، "القاهرة ١٩٢٦م".
٤ الْمَورِدُ المذكورُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>