للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فللسكري ديوان دعاه: أشعار لصوص العرب. ومثل شعر الصعاليك، وشعر الشعراء المغتالين، وأخبار من نسب إلى أمه من الشعراء، وأخبار المتيمين من الشعراء في الجاهلية وفي الإسلام، إلى غير ذلك من مؤلفات في أخبار الشعراء وفي شعرهم١.

ويظهر أن مؤلفي الدواوين لم يحفلوا في أيامهم بموضوع شرح المناسبات التي من أجلها نظم الشعر، ولهذا جاءت خالية في الغالب من ذكر المناسبة، وهي إذا ذكرتها فإنما تذكرها بإيجاز واختصار. أما الشروح التي قد ترد في الديوان، فإنها شروح لغوية ونحوية في الغالب، لم تتمكن من تقديم صورة واضحة عن الشاعر وعن المناسبات التي من أجلها نظم الشعر. وقد انبرى علماء آخرون بشرح هذه الدواوين، إلا أن شروحهم لم تخرج أيضًا عن مألوف ذلك الزمن من الاهتمام باللغة والنحو وجمع الشواهد والنادر والغريب، فضاع التأريخ نتيجة لهذه الطريقة.

وقد ذكر ابن النديم أن شعر "امرئ القيس" قد عمله جملة علماء، منهم أبو عمرو الشيباني، والأصمعي، وخالد بن كلثوم، ومحمد بن حبيب، وأبو سعيد السكري الذي صنعه من جميع الروايات. وقد صنعه أبو العباس الأحول ولم يتمه وعمله ابن السكيت. ويلاحظ أن جامعي هذه الدواوين لم يشيروا إلى المورد الذي استقوا منه شعرهم. صحيح أن منهم من ذكر السند، إلا أنه لم يذكر كيف حصل المرجع الذي ينتهي السند عنده على هذا الشعر. ولم يحفل الرجال الذين تنتهي الأسانيد بهم بذلك، مع أن لذكر السند كاملًا أهمية كبيرة بالنسبة للمؤرخ. إذ نتمكن بهذا التشخيص من الوقوف على معين هذا الشعر.

وقد دوَّن ابن النديم جريدة بأسماء علماء الشعر الذين اشتغلوا بعمل دواوين الجاهليين. وقد استعمل لفظة "صنع" و "عمل", و "صنعة" في معنى "جمع" و "ألف" و "تأليف"، واستعمل جملة "صنعه من جميع الروايات" بعد اسم الجامع وقبل اسم الشاعر للإشارة إلى أن جامع الديوان قد اعتمد على المجموعات


١ الخزانة "١/ ١٠"، "بولاق" راجع الفِهْرِسْت لابن النديم، حيث تراه يذكر أسماء مؤلفات عديدة بهذا الموضوع.
٢ الفِهْرِسْتُ "٢٢٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>