للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابًا في طبقات الشعراء، عرف بـ "طبقات الشعراء"، وهو مطبوع معروف، ولعمر بن شبة كتاب في الطبقات اسمه: "كتاب طبقات الشعراء"١.

هذا ونقرأ في كتاب "الفهرست" لابن النديم، وفي مؤلفات أخرى أن من العلماء من ألف كتبًا في القبائل، مثل "كتاب الأوس والخزرج" لأبي عبيدة٢. وكتاب إياد، وكتاب كنانة، وكتاب بني نهشل، وكتاب بني محارب، وكتاب بني الحارث، وكتاب بني مرة، وأشعار حمير، وكتاب بني القين بن حسر، وكتاب بني حنيفة وغيرها من كتب كان الآمدي قد رجع إليها وأخذ منها. وقد درست هذه الكتب، ولم يتحدث الآمدي بشيء عما احتوته، لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن موضاعاتها، بيد أن الآمدي يشير أحيانًا، إلى مواضع اقتبس منها بعض الأشياء، لها صلة بالشعر والشعراء، مما يحملنا على القول بأن الكتب المذكورة كانت في الشعر: في شعر القبائل، وفيمن نبغ بينها من شعراء، كما يشير إلى أمور أخذها من هذه الموارد، التي لم يشر إلى أسماء مؤلفيها، تدل على أنها خاصة بأخبار القبائل وأنسابها، ونظرًا إلى ورود أسماء قسم من هذه المؤلفات التي لم يذكر الآمدي أسماء مؤلفيها في "الفهرست" لابن النديم، وفي موارد أخرى نقلت منها وأشارت إلى أسماء مؤلفيها، فإن في الإمكان التعرف بهذه الطريقة على أسماء مؤلفاتهم التي استقى أخباره منها في مواضع أخرى.

وعلى كثرة ما ألف من دواوين، فإننا لا نملك منها سوى قسم قليل من ذلك الكثير. ويرى "بلاشير" أن الدواوين القديمة المهمة لا تحتوي وسطيًّا أكثر من عشرين صفحة، وأن أطولها كدواوين النابغة وزهير وامرئ القيس لا تتجاوز أبدًا الثلاثين صفحة في الأصل، غير أن المتأخرين زادوا فيها قصائد ومقطعات عثروا عليها في موارد أخرى، فتضخمت تلك الدواوين حتى صارت أضعاف ما كانت عليه في الأصل٣.

وجمع بعض علماء الشعر أشعار طوائف من المجتمعات مثل شعر اللصوص،


١ بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ٤٤".
٢ الفِهْرِسْتُ "٨٦".
٣ ريجيس بلاشير، تأريخ الأدب العربي "١٦٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>