للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقعة فيما بين خليج العقبة و"تيماء" والبادية, ولا بد وأن تكون الجيوش الآشورية قد هاجمتها من الشمال أي: من فلسطين.

وقد ورد في بعض ترجمات نص "سرجون" أنه نقل الأعراب الذين ينزلون في مواضع نائية من البادية، ولم يعرفوا حاكمًا رسميًّا ولا موظفًا ولم يدفعوا جزية إلى أي ملك سابق، نقلهم إلى "السامرة" وأسكنهم فيها١. ويظهر أن هذه الجملة لا تخص الجملة السابقة التي ذكر فيها "ثمود" وبقية الأسماء، وليست معطوفة عليها؛ لأنه وصف هؤلاء الأعراب بأنهم سكان بوادٍ نائية، ولم يدفعوا الجزية لأحد من قبل، على حين يقيم المذكورون في أرض معروفة ولمنازلهم أسماء، وهي ليست من البوادي.

وورد في هذه الترجمات بعد جملة "ويثع أمر السبئي": "ومن هؤلاء الملوك ملوك على الساحل، ومنهم ملوك في البادية, تسلمت منهم جزية: تبرًا، وأحجارًا كريمة ... إلخ"٢, مما يدل على أن أولئك الملوك كانوا يحكمون أرضين واسعة تمتد من البادية إلى البحر الأحمر.

ووردت في نص "سرجون" المشار إليه أسماء مواضع هي "Uaidaue" و"Bustis" و"Agazi" و"Ambanda" و"Dananu" ووردت معها جملة: "أريبي الساكنين في مشرق الشمس" "أريبي مطلع الشمس"؛ ولهذا ذهب بعض الباحثين إلى أن الأسماء المذكورة هي أسماء مواضع في أرض "أريبي"، أي البادية. وهو رأي يعارضه باحثون آخرون؛ لغموض العبارة، ولتعذر القول: إن أسماء هذه المواضع تعود إلى "أريبي الساكنين في مشرق الشمس"٣.

أما "تمودي" "Tamudi" فإنهم "ثمود" الذين سبق أن تحدثت عنهم. وأما "أباديدي" "Ibadidi" فشعب لا نعرف من أمره شيئًا, وقد ذهب "موسل" إلى احتمال كونهم "أبيداع" "Abida" المذكورين في التوراة٤,


١ Pritchard, P. ٢٨٦
٢ Pritchard, P. ٢٨٦
٣ "أريبي شانبخ شمشي" "Aribi Sha Nipikh Schamschi"
Reall. I, S. ١٤٤, Delitzsch, S. ٣٠٦, Winckler, Sargon I, S. XXVII, UAOG. ١١٢ Rost, MVAG. ١٨٩٧, ٢, S. ٨٤.
٤ التكوين، الإصحاح الخامس والعشرون، الآية ٤، أخبار الأيام الأول, الإصحاح الأول، الآية ٣٣، قاموس الكتاب المقدس "١/ ٢٨"، Hastings, P. ٣, Enc. Bibli. P. ١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>