للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل شيء يطمع ... حتى القريص يصنع١

وابنة الخس، في زعم أهل الأخبار، جاهلية قديمة من إياد، أدركت القلمس، أحد حكام العرب، "ولها أسجاع كثيرة وشعر قليل. وكانت تحاجي الرجال" إلى أن حاجها رجل، فقال لها قولًا بذيئًا أخجلها، فتركت المحاجاة٢. وأورد الشريف "المرتضى" لها أجوبة عن أسئلة معضلة محيرة، لتحزر جوابها، وذكر أجوبتها، رواية عن "ابن الأعرابي"٣.

والشعر الذي نسبه "أبو محمد ثابت بن أبي ثابت" إليها، هو من الشعر المصنوع بالطبع، وضع على لسان "ابنة الخس"، وقد نص "تاج العروس" على أن قائله "جارية كانت جلعة"٤، وهو من وضع المُجّان، الذين كانوا يتلذذون بسماع هذا النوع من المجون.

وكان "ابن أبي كريمة"، يصنع الشعر وينحله بعض شعراء البادية، كما صنع في قصيدة له في وصف الفأر، نحلها "يزيد بن ناجية" السعدي، "وكان لقي من الفأر جهدًا، فدعا عليهن بالسنانير"، وكان يصطنع شعر الفكاهة، ويحاكي فيه "الحكم بن عبدل" الأسدي٥. وهناك كثير من أضرابه، ممن وضع الشعر للتسلية وللتفكهة على ألسنة الأعراب والشعراء الجاهليين.

وقد وضع "خلف الأحمر قصائد عدة على فحول الشعراء، ذكروا منها قصيدة الشنفري المشهورة بلامية العرب. وروي عن الاصمعي قوله: سمعت خلقًا يقول: أنا وضعت على النابغة هذه القصيدة التي فيها:

خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما٦


١ كتاب خلق الإنسان "٢٧٩"، "لابن أبي ثابت"، المخصص "٢/ ٣١"، اللسان "٨/ ٢٧١"، "قرضع"، "لم يذكر اسم قائله"، "٨/ ٣٥٨"، "ولم يذكر اسم قائله كذلك"، تاج العروس "٥/٤٦٠"، "قرصع"، "قاله أبو عمرو، وأنشد لجارية كانت جلعة"، "٥/ ٥٢٧"، "نعنع".
٢ بلوغ الأرب "١/ ٢٣٩".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٢٢٠".
٤ تاج العروس "٥/ ٥٢٧"، "نعنع".
٥ البخلاء "٢٨٢ وما بعدها"، "الحكم بن عبدل" من شعراء أيام الأمويين.
٦ الرافعي "١/ ٣٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>