للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفوه الأودي أقدم من هؤلاء، وأنه أول من قصد القصيد، قال: وهؤلاء النفر المدعى لهم التقدم في الشعر متقاربون، لعل أقدمهم لا يسبق الهجرة بمائة سنة أو نحوها"١. وذهب "الأصمعي" إلى أن بين أول شاعر معروف، قال كلمة تبلغ ثلاثين بيتًا من الشعر، وهو "مهلهل"، وبين الإسلام أربعمائة سنة. "وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير"٢.

وقال "الأصمعي" في رواية تنسب إليه، "إن أول من يروى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتًا من الشعر مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم، ثم ضمرة، رجل من بني كنانة، والأضبط بن قريع. قال: وكان بين هؤلاء وبين الإسلام أربعمائة سنة، وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير"٣. "زعم أبو عمرو بن العلاء: أن الشعر فتح بامرئ القيس وختم بذي الرمة"٤.

وذكر أنه "لم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات التي يقولها الرجل في حاجته، وإنما قصدت القصائد، وطول الشعر على عهد عبد المطلب، أو هاشم بن عبد مناف"٥.

وذكر "المرزباني"، أن "بكر بن وائل"، تزعم أن "عمرو الضائع" "أول من قال الشعر وقصد القصيد، كان امرؤ القيس بن حجر استصحبه لما شخص إلى قيصر يستمده على بني أسد، فمات في سفره ذلك فسمته بكر عمرًا الضائع"٦. فعمرو الضائع، هو أول من قال الشعر وقصد القصيد على رأي بكر بن وائل على رواية "المرزباني".

وقد أورد: "ابن إسحاق" شعرا نسبه إلى "عمرو بن الحارث بن مضاض" الجرهمي، زعم أنه قاله لما خرج بقومه من مكة إلى اليمن، أوله٩:

وقائلة والدمع سكب مبادر ... وقد شرقت بالدمع منها المحاجر

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

فقلت لها والقلب مني كأنما ... يلجلجه بين الجناحين طائر


١ المزهر "٢/ ٤٧٧"، ابن سلام، طبقات "٣"، المرزباني، الموشح "٧٤".
٢ المزهر "٢/ ٤٧٧".
٣ المزهر "٢/ ٤٧٧".
٤ البيان والتبيين "١١٥"، "انتقاء الدكتور جميل جبر".
٥ المزهر "٢/ ٤٧٧".
٦ معجم "٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>