للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى آخر القصيدة التي يتوجع فيها لمفارقته مع قومه مكة، ونسب له أبياتًا أخرى هي:

يا أيها الناس سيروا إن قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

حثوا المطايا وأرخوا من أزمتها ... قبل الممات وقضوا ما تقضونا

كنا أناسا كما كنتم فغيرنا ... دهر فأنتم كما كنا تكونونا

وقد ذكر "ابن هشام" أن "هذا ما صح له منها" وأن بعض أهل العلم بالشعر يقول إن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب١.

ودوّن "السهيلي" صاحب "الروض الأنف" شعرا أخذه من كتاب "أبي بحر سفيان بن العاصي" زعم أنه وجد في بئر باليمامة، وهي بئر طسم وجديس، في قرية يقال لها "معنق" بينها وبين الحجر ميل٢، وكان مكتوبًا على ثلاثة أحجار، كتبها قوم من بقايا عاد، غزاهم تبع، كتب على الحجر الأول:

يا أيها الملك الذي ... بالملك ساعده زمانه

ما أنت أول من علا ... وعلا شئون الناس شانه

أقصر عليك مراقًبًا ... فالدهر مخذول أمانه

كم من أشمم معصب ... بالتاج مرهوب مكانه

قد كان ساعده الزما ... ن وكان ذا خفض جنانه

تجري الجداول حوله ... للجند مترعة جفانه

وقد فاجأته منية ... لم ينجه منها أكتنانه

وتفرقت أجناده ... عنه وناح به قيانه

والدهر من يعلق به ... يطحنه مفترشا جرانه

والناس شتى في الهوى ... كالمرء مختلف بنانه

والصدق أفضل شيمة ... والمرء يقتله لسانه

والصمت أسعد للفتى ... ولقد يشرفه بيانه


١ ابن هشام، سيرة "١/ ٨٢ وما بعدها"، "حاشية على الروض الأنف".
٢ الروض الأنف "١/ ٨٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>