للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أبي دؤاد" الإيادي قد جاء على اثني عشر بحرًا، ثم يرى أن المدرسة العراقية قد أكثرت من بحر الرمل، ولا يستعمل هذا البحر في الشعر القديم إلا أبو دؤاد في ثلاث قصائد، وطرفة في ثلاث قصائد، وعدي في سبع قصائد، والمثقب في قصيدة واحدة، والأعشى في قصيدتين. واستعمله امرؤ القيس في قصيدة واحدة، ورأى في ذلك دلالة على تأثر امرئ القيس بأبي دؤاد، وتأييدًا للرواية التي ترى أنه كان راوية لأبي دؤاد١.

ويجيء امرؤ القيس وعدي والأعشى بعد أبي دؤاد في تنويع البحور التي نظموا بها، فقد نظم كل واحد منهم في عشر أوزان. وتدل الدراسات التي قام بها "فرايتاك" على قلة ورود النظم في بحري الرمل والخفيف بالنسبة إلى البحور الأخرى٢. ويظن أن الشعر الوارد في كتاب: "البخلاء" للجاحظ، وهو:

واعلمن علما يقينا أنه ... ليس يرجى لك من ليس معك

المنسوب لعبيد بن الأبرص٣، هو من الموضوعات.

ويرى "غرونباوم" أن من خصائص المدرسة العراقية نزوعها إلى بحر الخفيف، وعند أبي دؤاد الأيادي خمس عشرة قصيدة بهذا الوزن، وعند عدي سبع، وعند الأعشى خمس، "ولم يستعمل هذا البحر عند سائر الشعراء المعاصرين إلا على نحو عارض"٤. فورد عند عمرو بن قميئة، وعند المرقش الأكبر، والمرقش الأصغر، وعامر بن الطفيل، والحارث بن حلزة اليشكري٥.

ويظهر مما أورده المفسرون وأهل السير من قول "الوليد بن المغيرة" في الرسول وفي القرآن: "ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله: رجزه وهزجه، وقريضه ومقبوضه، ومبسوطه، فما هو بالشعر"٦، "فجعل الرجز والهزج من أوزان


١ غرونباوم "٢٦٥ وما بعدها".
٢ E. Braunlich, in Der Islam, XXIV, ١٩٣٧, S. ٢٤٨. F, Freitag, Darstallung der Arabischen Verskunst, S. ١٥, J. Jacob, Altarabisches Beduinenleben, S. ١٩٠. f, ١٨٩٧.
٣ الجاحظ، البخلاء "١٩٠" "طه الحاجري"، غرونباوم "٨٦".
٤ غرونباوم "٢٦٦".
٥ غرونباوم "٢٧٩"، بروكلمن "١/ ٥٣".
٦ ابن هشام، سيرة "١/ ١٧٣"، "حاشية على الروض الأنف".

<<  <  ج: ص:  >  >>