للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيد على العدد المذكور بكثير. فتميم من القبائل المخصبة بالنثر وبالنظم ولكلامها رأي ومقام عند علماء اللغة.

ومن مضر أيضًا: هذيل: وأسد، وكنانة، وقريش، والدئل. وهذيل من القبائل الساكنة في هضاب وجبال غير بعيدة عن مكة، وقد عد لسانها من الألسنة العربية الجيدة، واشتهرت بكثرة شعرها وبجودته، وقد جمعت في دواوين، وعني العلماء بجمعه وبشرحه، وبقيت منه بقية طبعت١.

وأما القبائل التي يرجع النسابون نسبها إلى اليمن، فهي: كندة، وطيئ، والأشعر، وجذام، والأزد، ولخم، ومذحج، ,وخزاعة، وهمدان، وغسان والأوس والخزرج٢. ولبعض منها شعر وشعراء وردت أسماؤهم في ثنايا هذا الكتاب.

أما ميزات لغاتهم وخصائص نحوهم وصرفهم، فلا نعرف عنها غير قليل. لعدم تطرق علماء اللغة إلى هذه الميزات، خلا ما ذكروه من تفردهم في تفسير معاني بعض الألفاظ، مثل "التخوف" بمعنى التنقّص في لغة أزد شنوءة٣.

ولدراسة شعر هذه القبائل، دراسة لغوية مقارنة، أهمية كبيرة بالنسبة للباحث في لغة العرب، إذ يستطيع بها الوقوف على مزاياها ومفارقاتها بالنسبة إلى العربية المعهودة، ومن الوقوف على الروابط اللغوية التي تجمع بين هذه اللغات التي يرجع أهل الأنساب والأخبار أصل المتكلمين بها إلى اليمن.

وأما مجموعة قضاعة، فجهينة، وضجعم، وتنوخ، وكلب٤. وهي مجموعة لم تنجب عددًا كبيرًا من الشعراء، ولم يحفل علماء اللغة بلغتها، إذا لا نجد للهجتها ذكرًا خطيرًا في كتب اللغة، فلم يشيروا إليها في جملة القبائل التي ركنوا إلى الأخذ بلسانها للاستشهاد به في شواهد اللغة والنحو والصرف. ويظهر أن احتكاكها


١ بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ٨٢ وما بعدها، ١٠٤".
٢ تأريخ الآداب اللغة العربية "١/ ٧٦".
٣ تفسير الطبري "١٤/ ٧٧"، "بولاق".
٤ تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>