للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا البيت من نفس القصيدة التي قال "الأصمعي" عنها: لم أسمع قط ابتداء مرثية أحسن من ابتداء مرثيته:

أيتها ا

لنفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا١

ومن شعر أوس بن حجر، قوله:

فانقض كالدري يتبعه ... نقع يثور تخاله طنبا

يخفى وأحيانا يلوح كما ... رفع المشير بكفه لهبا

وقد علق الجاحظ عليه بقول: "وهذا الشعر ليس يرويه لأوس إلا من لا يفصل بن شعر أوس بن حجر، وشريح بن أوس"٢. وشريح بن أوس، هو ابن هذا الشاعر، وقد ذكر الجاحظ له بيتًا يهجو فيه أبا المهوش الأسدي، وهو من الشعراء المخضرمين٣، وهذا البيت هو:

وعيّرتنا تمر العراق وبره ... وزادُك أير الكلب شيطه الجمر٤

وقد ذكر: "المعري" قصيدة حائية، ذكر أنها تروى لعبيد مرة، ولأوس أخرى. وتختلف في رواية المعري في الترتيب عما جاء في الديوان. ومما جاء فيها:

قاتلها الله تلحاني وقد علمت ... أني لنفسي إفسادي وإصلاحي

أن أشرف الخمر أو أرزأ لها ثمنا ... فلا محالة يوما إنني صاح

ولا محالة من قبر بمحنية ... أو في مليع كظهر الترس وضاح٥

وجاء فيه ذكر "يهودي"، إذ يقول:

قد نِمتَ عني وبات البرق يسهرني ... كما استضاء يهوديٌّ بمصباح٦


١ الشعر والشعراء "١/ ١٣٥".
٢ الجاحظ، الحيوان "٦/ ٢٧٤، ٢٧٩".
٣ الجاحظ، الحيوان "٦/ ٢٧٩"، بروكلمان "١/ ١١٢".
٤ الحيوان "١/ ٢٦٨"، وورد "ونخله بدلا من وبره"، "١/ ٣١٩".
٥ رسالة الغفران "٢٧٤ وما بعدها"، ديوان عبيد "٧٥"، الأمالي "١/ ١٧٧".
٦ رسالة الغفران "٢٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>