للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد خلط الرواة بين شعر "أوسط" و "عبيد بن الأبرص"، ولكنهم نبهوا على ذلك وأشاروا إليه١.

وأوس بن حجر من معاصري الملك "عمرو بن هند"، وهو تميمي، قتل أبوه يوم "الحجار" المصادف لسنة "٥٥٤م"، وكان مولده بالبحرين، وقد طاف بشعره نجدًا والعراق، فمدح ملوك الحيرة ونادمهم، ونال شعره شهرة في الصيد والسلاح٢، وله وصف للصحارى والسهول المقفرة، ولمنابع المياه المتدفقة من الكهوف التي يكثر حولها ريش النعام، ولمسالك البادية٤، والنجاد والروابي والجبال٥، وللرياض٦، كما اشتهر بوصفه للحمير: قال ابن الأعرابي: "لم يصف أحد قط الخيل إلا احتاج إلى أبي دؤاد. ولا وصف الحمر إلا احتاج إلى أوس بن حجر، ولا وصف أحد نعامة إلا احتاج إلى علقمة بن عبدة"٧. ولأوس شعر وصف فيه. ثورًا وحشيًّا بقوله:

فانصاع كالدُري يتبعه ... نقع يثور تخاله طنبا٨

ومن أمثاله السائرة قوله:

فإنكما يا ابني جناب وجدتما ... كمن دبَّ يستخفي وفي الحلق جلجل

وقوله:

ولست بخابئ لغدٍ طعامًا ... حذار غد لكل غد طعام٩

وقد أشار "أوس بن حجر" في شعره إلى "المنخّل" اليشكري، الذي اتهم بالمتجردة، فزعم أن النعمان قتله أو حبسه، ثم غمض خبره، فلم يعرف


١ رسالة الغفران "٢٧٤ وما بعدها"، ابن سلام "٧٦ وما بعدها".
٢ بروكلمان "١/ ١١٢".
٣ غرونباوم "١٧٩ وما بعدها".
٤ غرونباوم "١٦٢، ١٨٣".
٥ غرونباوم "١٦٣، ١٨٤".
٦ غرونباوم "١٦٦، ١٨٦".
٧ الأغاني "١٥/ ٩٦"، غرونباوم "٢٧٧".
٨ رسالة الغفران "٢٩٨".
٩ بلوغ الأرب "٣/ ١٠٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>