للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره، وضرب المثل به، فقيل: "حتى يئوب المنخل". يقال إن أوسًا قال:

فجئت ببيعي موليا لا أزيده ... عليه بها حتى يئوب المنخل١

وإذا صح أن هذا الشعر، هو من شعر "أوس" حقًّا، وأن "المنخل" هو "المنخل" اليشكري الشاعر لا غيره، فيجب أن يكون أوس قد عاش بعده، وأن يكون من المتأخرين عنه.

وإذا كان أوس بن حجر من شعراء مضر، ومن الوصافين، فقد كان: "علقمة بن عبدة" المشهور بالفحل من شعراء مضر كذلك، وهو مثل "أوس" من تميم، وقد اشتهر بوصف النعام، وكان ينادم "الحارث" الأصغر الغساني، والنعمان أبا قابوس اللخمي، وكان له أخ اسمه "شأس"، أسره "الحارث بن أبي شمر" الغساني المذكور مع سبعين رجلًا من تميم، فأتاه علقمة ومدحه بقصيدة أولها:

طحا بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب

إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي ... لكلكلها والقُصْرَيَين وجيب

فلما بلغ هذا البيت:

وفي كل حي قد خبطتَ بنعمة ... فحق لشأسٍ من نداك ذنوب

فقال الحارث: نعم وأذنبة. وفك أسره ومن أسر معه من "بني تميم". ويقال إن شأسًا هو ابن أخي علقمة٢.

قيل إنه إنما لقب بـ "الفحل"، لأنه احتكم مع امرئ القيس، إلى امرأته "أم جندب" لتحكم بينهما في أيهما أشعر، فقالت: قولا شعرا تصفان فيه الخيل على روي واحد، وقافية واحدة، فلما قالا وانتهيا، حكمت لعلقمة بأنه أشعر من زوجها "امرئ القيس" فغضب عليها وطلقها، فخلف عليها علقمة،


١ رسالة الغفران "٣٤٠".
٢ الشعر والشعراء "١/ ١٤٧ وما بعدها"، "رسالة الغفران".

<<  <  ج: ص:  >  >>