للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنفال، ومنهم من جعل السابعة يونس، ومنهم من قال إنها سورة "الفاتحة" وأنها "السبع المثاني"، لأنها تتألف من سبع آيات١. فمن السبع المثاني التي قصد بها السور السبع الطوال المذكورة، والتي ذكر المفسرون أنها خصت بهذه التسمية بسبب كونها أطول السور ولاحتوائها على أكثر الأحكام أخذ رواة الشعر في رأيي فكرتهم في المعلقات السبع، التي نعتوها أيضا بـ "الطوال" وبـ "السبع الطوال" وهو نعت جاء في الحديث وفي كتب التفسير للسبع المثاني، أي للسور المذكورة، إذ عبر عنها بـ "السبع الطوال"، وورد في الحديث: "أوتيت السبع الطوال".

ويلاحظ أن علماء الشعر مغرمون بعدد السبعة، وأن نظام انتقائهم للأشعار قائم على سبع. فالمعلقات سبع، ومنتقيات العرب والمذهبات التي للأوس والخزرج خاصة سبع كذلك، وعيون المراثي سبع، ومشوبات العرب وهي التي شابهن الكفر والإسلام سبع كذلك، والملحمات سبع أيضا، ومجموع هذه الاختيارات تسع وأربعون. وهي حاصل هذه المجموعات السبع التي تتألف كل مجموعة منها من سبعة أشعار.

وهذا التقسيم السبعي لا بد أن يكون له أساس، فليس من المعقول أن يكون اعتباطيا وعلى غير أساس. والمعروف أن التقسيم السبعي، أو النظام السبعي، تقسيم قديم يعود إلى سنين طويلة قبل الميلاد، فالسماوات والأرضون سبع، والكواكب السيارة سبعة، والأنغام الموسيقية سبعة، وأيام الأسبوع سبعة. والعدد سبعة هو عدد مقدس عند بعض الشعوب القديمة.

وقد سبق لي أن تحدثت في مجلة المجمع العلمي العراقي عن المعلقات السبع، وذكرت الأسباب التي حملت العلماء على تسميتها بالمعلقات.


١ تفسير الطبري "١٤/ ٣٥ وما بعدها"، تفسير ابن كثير "٢/ ٥٥٧"، تفسير الطبرسي "٣/ ٣٣٤".
٢ الرافعي "٣/ ١٩٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>