للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ثم بتعليق تلك القصائد، وتعليقها عل الكعبة أو على أستارها هو خير مكان يناسب المقام الذي وضعوه لتلك المنظومات.

وتلفت جملة: "وقال المفضل: من زعم أن في السبع التي تسمى السمط لأحد غير هؤلاء، فقد أبطل" النظر حقًّا١. فقد استعمل لفظة "السمط"، فقط، وقصد بها المعلقات، وهذا الاستعمال يدل على نعت العلماء للقصائد المذكورة بأن كل قصيدة منها وكأنها خيط من اللؤلؤ منظوم يتلو بعضه بعضا، وأن تلك القصائد السبع قد اختيرت من بين قصائد الشعر الجاهلي، وأن من يزيد على ذلك العدد قصيدة، فقد أخطأ.

وقد روي أن العرب كانت تسمي القصائد الطويلة الجيدة المقلدات والمسمطات٢. و "مقلدات الشرع وقلائده البواقي على الدهر"٣. "وسمط الشيء تسميطا علقه بالسموط، وهي السيور"، ومن هذا المعنى أخذ اختراع تعليق المعلقات في رأي بعض الباحثين.

ويذكر علماء اللغة والشعر أن "المسمط" من الشعر، أبيات تجمعها قافية واحدة مخالفة لقوافي الأبيات. ويقال قصيدة مسمطة، شبهت أبياتها المقفاة بالسموط. وذكر بعضهم: الشعر المسمط الذي يكون في صدر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة مقفاة وتجمعها قافية مخالفة لازمة القصيدة حتى تنقضي. وهو الذي يقال له عند المولدين: المخمس، والمسبع، والمثمن. وذكر بعض علماء الشعر أن لامرئ القيس قصيدتان سمطيتان٥.

وأرى أن الذي أوحى إلى أهل الأخبار بفكرة المعلقات السبع هو ما جاء في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبَعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ٦ وما جاء في الحديث من قوله: "أوتيت السبع الطول" ٧. وقد ذكر علماء التفسير أن "السبع الطول" من سور القرآن: سبع سور، وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف، واختلف في السابعة، فمنهم من قال السابعة


١ العمدة "ص٩٦".
٢ البيان والتبيين "٢/ ٩".
٣ تاج العروس "٢/ ٤٧٥"، "قلد".
٤ تاج العروس "٥/ ١٦١"، "سمط".
٥ تاج العروس "٥/ ١٦١"، "سمط".
٦ "الحجر" الآية "٨٧".
٧ اللسان "١١/ ٤١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>