للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يفضل فانصرفا على ذلك١.

ويقال إن النبي قال لحسان: يا حسان أنشدنا من شعر الجاهلية ما عفا الله لنا فيه؟ فأنشده حسان قصيدة الأعشى في علقمة بن علاثة:

علقم ما أنت إلى عامر ... الناقض الأوتار والواتر

فنهى النبي حسان عن تلاوتها. وذكر أن النبي رخص في الأشعار كلها إلا هاتين الكلمتين: كلمة أمية بن أبي الصلت في أهل بدر، وكلمة الأعشى في علقمة بن علاثة٢.

وقد اختلفت الروايات في "علقمة" فرواية تذكر أنه أسلم وصحب الرسول، ورواية تذكر أنه لم يسلم، وأنه كان عند "قيصر"، وأنه أثنى أمامه على الرسول حين كان عنده، بينما تناول أبو سفيان منه، ورواية تذكر أنه أسلم ثم ارتد ولحق بالشام، ثم عاد إلى الإسلام، ورواية تذكر أن "عمر" استعمله على "حوران"، فمات بها. وقد رثاه "الحطيئة" بقصيدة، وكان قد ذهب إليه لنيل نواه، فوجده قد مات، وقد أوصى له بجائزة في حياته، فأعطاه ابنه مائة ناقة يتبعها أولادها.

ولما كان الأعشى تاجرا من تجار الشعر، اتخذ الشعر متجرا يتاجر به، فيمدح من يعطيه، ويهجو من لا يحسن إليه ويصله، لذلك صار شعره في الرجال الذين اتصل بهم، بين مدح وبين هجاء.

وقد أفادنا "الأعشى" فائدة كبيرة في ذكر أسماء المواضع التي مر بها في شعره. وقد اقتبس "الهمداني" بعض شعره التعلق بهذا الموضوع التي مر بها في شعره. وقد اقتبس "الهمداني" بعض شعره المتعلق بهذا الموضوع. كما أورد شعرا لغيره يتعلق بالمواضع، انفرد به في بعض الأحيان. ومما ذكره من شعر الأعشى في بعض مواضع اليمامة، قوله:

قالوا نُمارٌ فبطن الخال جادهما ... فالعسجدية فالأبلاء فالرجل


١ الإصابة "٢/ ٤٩٦ وما بعدها"، "٥٦٧٦".
٢ الخزانة "٢/ ٤٣"، "بولاق"، الإصابة "٢/ ٤٩٦"، "رقم ٥٦٧٧".
٣ الإصابة "٢/ ٤٩٧ وما بعدها"، "رقم ٥٦٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>