للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكننا نجده يقسم بالكعبة إذ يقول:

إني لعمر الذي خطت مناسمها ... تخدى وسيق إليه الباقر الغيل١

ويقول:

وإني وثوبي راهب اللّج والتي ... بناها قصيّ والمضاض بن جرهم

ويقول:

وما جعل الرحمن بيتك في العلا ... بأجياد غربي الفناء المحرم٢

وورد أن الأعشى كان يقول بالقدر. ورد في كتاب "الأغاني": "قال لي يحيى بن متى راوية الأعشى، وكان نصرانيا عباديا، وكان معمرا، قال: كان الأعشى قدريا، وكان لبيد مثبتا، قال لبيد:

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل

وقال الأعشى:

استأثر الله بالوفاء وبالعد ... ل وولى الملامة الرجلا

قلت: فمن أين اخذ الأعشى مذهبه؟ قال: من قبيل العبادين نصارى الحيرة، كان يأتيهم يشتري منهم الخمر فلقنوه ذلك"٣. وقد جعله "المرتضى" في عداد من كان على مذهب أهل العدل من شعراء الطبقة الأولى لقوله البيت المذكور٤.

وقد نسب الأعشى هلاك الإنسان وموته إلى فعل الدهر، إذ يقول:

فاستأثر الدهر الغداة بهم ... والدهر يرميني ولاأرمي

يا دهر قد أكثرت فجعتنا ... بسراتنا ووقرت في العظم


١ القصيدة رقم "٦".
٢ قصيدة رقم "١٥".
٣ الأغاني "٨/ ٧٩".
٤ أمالي المرتضى "١/ ٢١"، ديوانه "١٥٥".
٥ أمالي المرتضى "١/ ٤٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>