للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجاحظ: "كان أحد الطياب، يزعم أن الأغنياء عند الله أكرم من الفقراء. ويقول إن فرعون عند الله أكرم من موسى"١. و "ابن كركرة" أعرابي، وكان مرجع الأعراب الوافدين إلى البصرة، وقد تحدث عنه "الجاحظ" في كتبه.

وقد عرف الصعاليك بـ "الذؤبان" وبـ "ذؤبان العرب"، "وذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم وشطارهم الذين يتلصصون ويتصعلكون، لأنهم كالذئاب"٢.

وعرفوا باللصوص لأنهم كانوا يتلصصون. واللص السارق، في لغة طيء٣، وقيل لهم: "الشطّار". "والشاطر من أعيى أهله ومؤدبه خبثا ومكرا، جمعه الشطار كرمّان. وهو مأخوذ من شطر عنهم، إذا نزح مراغما. وقد قيل إنه مولد"٤. وعرفوا بـ "الخلعاء"، والخليع الشاطر، "وهو مجاز سمي به، لأنه خلعته عشيرته وتبرأوا منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء"٥.

"وكان في الجاهلية إذا قال قائل مناديا في الموسم: يا أيها الناس! هذا ابني قد خلعته، وذلك إذا خاف منه خبثا أو خيانة، أو من هو بسبيل منه، فيقولون: إنا قد خلعنا فلانا، أي فإن جر لم أضمن، وإن جر إليه لم أطلب. يريد تبرأت منه. وكان لا يؤخذ بعد بجريرته وهو خليع"٦. و "الخلعاء" جماعتهم.

"واختلعوه إذا ذهبوا بماله"٧. ولعل لهذا التفسير صلة بالصعلكة التي تعني الفقر، فالفقر والإملاق والجوع من أهم الملازمات التي لازمت ورافقت الصعاليك، وفي هذا المعنى أيضا ما جاء في كتب اللغة: "وشفر المال تشفيرًا: قل وذهب"٨، ولعل للفظة "الشنفرى"، صلة بهذا المعنى، وقد تكون للفظة "الرجل" التي تعني البؤس والفقر٩، صلة بهذا المعنى كذلك. فقد عرف الصعاليك بـ "الرجليين".


١ الفهرست "٧٢".
٢ تاج العروس "١/ ٢٤٨"، "ذاب"، الخزانة "٣/ ٥٣٢".
٣ تاج العروس "٤/ ٤٣٢"، "لص".
٤ تاج العروس "٣/ ٢٩٩"، "شطر".
٥ تاج العروس "٥/ ٣٢١"، "خلع".
٦ تاج العروس "٥/ ٣٢١"، "خلع".
٧ تاج العروس "٥/ ٣٢٢"، "خلع".
٨ تاج العروس "٣/ ٣٠٨"، "شفر".
٩ تاج العروس "٧/ ٣٣٨"، "رجل".

<<  <  ج: ص:  >  >>